حلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي لازمه منذ 25 سنة، كان مبنيا على أسس راسخة وخلفية قوية ثقافة متأصلة. فهو حفظه الله قائد ابن قائد، فوالده المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الرجل الطموح الذي أسس منارة التعليم في المملكة بإنشاء أول مديرية للمعارف عام 1344 ه، 1229م وكانت هي النواة المعرفية الأولى التي شع منها نور العلم والمعرفة، منطلقة مسيرة التعليم في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، مستمرا ذلك التطور بخطى واثقة. ومن هذا المنطلق سارت عجلة التعليم مسرعة للمعالي حتى أصبح لدينا 24 جامعة حكومية، وتسع جامعات أهلية متفرقة في مناطق المملكة. وما هذا التقدم والازدهار المعرفي في مملكتنا وطن الأمن والأمان المترامية الأطراف إلا خير شاهد على اهتمام قيادتنا الحكيمة الكريمة بالعلم والتعليم منذ عهد المؤسس وحتى الآن، حيث أعلن الملك عبد الله هذه المرحلة مرحلة علم وانفتاح ونماء وازدهار، مرحلة الأبحاث والتقنيات والابتعاث إلى أكبر الجامعات في العالم لتحصيل العلم وتأهيل أبناء الوطن وتحصينهم بالمعرفة وتأهيلهم للمستقبل. وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، الحلم الذي تحقق استمرارا وتأصيلا لثقافة ونهج وطريقة حياة، سار عليها المؤسس وتبعه أبناؤه من خلفه وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين خلال حفل افتتاح منارة العلم عندما قال رعاه الله «القوة ارتبطت عبر التاريخ بعد الله بالعلم وإن الأمة الإسلامية لن تبلغها إلا بالعلم والمعرفة» وها هي اليوم جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية صرح عملاق للبحوث والاكتشاف والاختراع والتطوير، ملتقى الشعوب ومنارة من منارات العلوم والمعارف تنهل منها الأجيال القادمة وتستنير. أحمد زيلعي جازان