اعتدت وزملاء كثر ساعدتنا مهنة البحث عن المتاعب، عند زيارة دول على امتداد الكرة الأرضية، أن تكون أفواهنا فاغرةً عند الإطلاع على مشاريع ضخمة أو تجارب رائدة، وعلامات التعجب والدهشة تقفز أمامنا. من أوسلو وجنيف غربا إلى سيول شرقا؛ تصفحت مع زملاء جمعتنا رحلات صحافية بدعوات من حكومات ومنظمات، كانت الدول تحشدنا حول ابتكاراتها وإنجازاتها التي تفاخر بها كي يعرف العالم إلى أي حد تطورت. كنا نعود إلى الفندق لنكمل باقي اندهاشنا ونسوق مقارنات وتساؤلات، ويستمر مسلسل الاندهاش حتى نعود إلى الوطن لنسكب ما بقي من تعجب في أقداح القهوة التي تجمعنا والأصدقاء، ونحكي لهم قصة العجائب التي صادفناها في سفرنا. في بلادنا الكثير من الجمال والإنجاز، وأجزم أن صحافيين كثر زاروا بلادنا للإطلاع على تجارب رائدة عادوا إلى أوطانهم محمّلين باحترام لما نقدمه. ولكن أعتقد أن ما يجري عند طرف بحر ثول ليس مجرد دهشة سيعود بها الصحافيون الزائرون لوطننا اليوم، على مدار 72 ساعة؛ وجدت نفسي مع مجموعة من الصحافيين الأجانب يستمعون إلى منجز فريد، إنها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (بيت الحكمة)، ولأول مرة أرى صحافيا يفرغ فاه ويردد كلمة «واو» الدالة على الدهشة في الثقافة الغربية. عند ثول تحتشد فرحة تكسو أهل الإنجاز، سعادة تكفي وطنا بأسره، فخر يزين تاريخ السعوديين. إنه واقع اليوم (حلم قبل 1003 أيام) صنع رؤية ملك المعرفة عبد الله بن عبد العزيز، المتجول في «كاوست» يبتسم لا شعوريا، يشعر بتحريض جماعي للفرح. اليوم العالم قبلته بلادنا ليسجل شهادة تاريخية على ولادة منارة حضارية ستربط شرقه بغربه وشماله بجنوبه، سيكون عرسا حقيقيا للعلم وأهله. شكرا ملك المعرفة، شكرا رجال الإنجاز، الواقفين خلف حلم الملك حتى آخر لحظة، من المهندس علي النعيمي، عبد الله الجمعة، المهندس خالد الفالح، نظمي النصر، والبرفيسور تشون فونغ شي، إلى الدكتور جميل الدندني، صلاح سندي، وفضيلة الجفال وباقي كتيبة صناعة الحلم -فردا فردا- أمد يدي إليكم مصافحا وشاكرا من القلب باسم مواطنين سعوديين فخورون بهذا المنجز العظيم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة