يكابر من لا يعترف بمرارة الخسارة، وألم التخلي عن أن يستمر منتخب بلادنا ممثلا للشرق الأوسط في كأس العالم منذ صيف 1994، منذ تلك الأيام وللمونديال لهفة ينتظره الشارع السعودي بشوق ليرى نجوم بلاده يقفون صفا واحدا مع رموز الكرة العالمية. خسرنا بطاقة السفر إلى جنوب أفريقيا، وهذا هو واقع المسابقات رابح وخاسر. المثير في الأمر أن البعض يذهب إلى التشائم بهذا العام بأنه محشو بدواعي الحزن والقلق، بداية بالأزمة المالية العالمية مرورا بانتشار وباء انفلونزا الخنازير وصولا إلى الخسارة الكروية. بالفعل خسرنا الحضور مع العالم في جنوب أفريقيا، ولكن ربحنا الحقيقي هو أن يحضر العالم عندنا هنا على أرض بلادنا، ليس لحضور مسابقة رياضية، يتنافس أطرافها ثم ينفض السامر، بل ليكونوا شهداء على ولادة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (بيت الحكمة)، أو «كاوست» اختصارا لأسم الجامعة باللغة الانجليزية. على أرضنا سيعرف العالم أي حلم ملك تحول إلى واقع، أي عمل سيجبر العالم على رفع القبعات احتراما، لما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للبشرية. ستكون ثول في الرابع من شوال المقبل مكانا لثلاثة أعياد، عيد الفطر، ويوم الوطن، وعيد العلم وأهله، ستتزين صديقة البحر بوجه الملك عبد الله وثلاثة آلالف ضيف، بينهم 40 رئيس دولة عربيا وأجنبيا، ومديرو جامعات عريقة، وعلماء حائزون على جائزة نوبل. ستخرج إلى النور هذه الجامعة لتشعل العقل البشري وتبحث عن حلول لمشاكل كي تختفي وتزيد حياتنا رفاها وراحة. وبرأيي أن المهمة الأكبر للجامعة في المرحلة المقبلة أن تشعرنا بأنها جزء منا وتبث في شارعنا السعودي ثقافة البحث العلمي وأهميته عبر حملة لصناعة الوعي تجاه هذه الثقافة وضرورة وجودها لمواجهة المستقبل، كي تكون داعما حقيقيا لمستقبل مجتمع المعرفة والاقتصاد المعرفي في وطننا والعالم. كم أتمنى على كل مهتم أو من يود التعجل في الحكم على الجامعة أو يستنتج أن يعرف أن المنتج الذي تقدمه يحتاج إلى وقت وجهد كي يخرج إلى النور فالبحث العلمي صناعة نادرة تستحق الصبر والاهتمام. إن وجود «كاوست» بيننا اليوم، هو دليل حي على أن أعظم معجزة وضعها الله سبحانه على الأرض هو العقل البشري، ولذة الاستمتاع بعقولنا أن نغمسها يوميا في تحد جديد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز245 مسافة ثم الرسالة