لتكن «ثول» منارة علم، ولينطلق منها شعاع نور لا يكاد يهدأ. ربما كانت هاتان العبارتان ترجمتين فلسفيتين للهدف الأسمى الذي أراده الملك حفظه الله للجامعة التي تحمل اسمه متخصصة في بحوث ودراسات العلوم والتقنية. هكذا أعلن الملك في حفل وضع حجر الأساس للجامعة العظيمة حين قال: (وإنني أرغب في أن تصبح هذه الجامعة الجديدة واحدة من مؤسسات العالم الكبرى للبحوث، وأن تعلم أجيال المستقبل من العلماء والمهندسين والتقنيين وتدربهم، وأن تعزز المشاركة والتعاون مع غيرها من جامعات البحوث الكبرى ومؤسسات القطاع الخاص على أساس الجدارة والتميز ). ولكم سعدت مع ثلة كريمة من الزملاء الكتاب بالدعوة التي وجهتها لنا إدارة الجامعة لنتعرف إليها عن قرب، ولنسمع مباشرة من المسؤولين عنها بقيادة رئيسها المؤسس البروفسور تشون فونغ شي ونظمي النصر، وأحمد الخويطر، والدكتور عبد الله المعجل وجميل الدندني وغيرهم. ومع أن الدعوة كانت لكاتب صحفي، إلا أن روح الأكاديمي هي التي سادت مشاعري وضبطت بوصلة أفكاري ودغدغت أحاسيسي، وأنا أقلب البصر في الإنجاز القادم الكبير، ليس على مستوى المباني والمرافق والتجهيزات التي سترى النور قريباً، فذلك هو ( الجزء الأسهل ) في المعادلة الصعبة وفي الكيان الكبير، وإنما على مستوى العقول المفكرة والسواعد الباحثة والنخبة المحظوظة التي تم اختيارها من صفوة تميزت بسجلاتها البحثية الرائدة وقدراتها النادرة على مستوى العالم أجمع، فهي خيار من خيار، وصفوة من صفوة، وهي التي سترسخ مسيرة الجامعة وستسهم في صنع مستقبلها وتعزيز سمعتها وبناء سجلها البحثي والأكاديمي. هذه العقول هي التي سترسم توجه الجامعة القريب وستخطط لمستقبلها البعيد مدعومة بطراز عالي الجودة عظيم الهمة من طلبة الدراسات العليا الذين سيمثلون وقود البحث العلمي ومحركاته الأصيلة وفرسانه الأقوياء . هنيئا لبلادنا الغالية بهذا الصرح الشامخ، الكبير مكانة، النادر وجودا في كياننا الكبير من المحيط إلى الخليج. وغداً سأتحدث عن شيء من الخواطر والهواجس وشيء من الأسئلة التي طرحها الزملاء الكرام .