شهر سبتمبر يعد شهرا مميزا لنا، ففي هذا الشهر قبل 77 عاما، التأم شمل بلادنا وجمعت أطرافها معا، بعد أن ظلت لقرون طويلة تعاني من التمزق والتشتت. وحين نحتفل بذكرى توحيد المملكة، فإننا نفعل ذلك لأننا ندرك كم التوحيد مهم وجوهري لأمن الوطن واستقراره، وكم هو ضروري لنموه ونهوضه. حين نخصص اليوم الأول من الميزان (23 سبتمبر) ليكون يوما نتذكر فيه هذا الحدث العظيم فإن ذلك يهدف إلى غاية عليا، هي أن يتبصر الناس في المعاني الرائعة التي تتجسد في التوحيد، ومن أبرز تلك المعاني، التأمل في قيمة التلاحم بين أجزاء الوطن ومنفعته العظيمة، فمن هذا التلاحم يستمد الوطن قوته وأمنه وثراءه، ومنه ينتشر الخير في أرجاء الوطن ويعم جميع أطرافه ومناطقه، ولولا تحقق التوحيد لربما بقيت بعض أجزاء هذا الوطن إلى اليوم، على حالها من الفقر والتخلف والفزع والتناحر. أما المعنى الثاني الذي يستمد من الاحتفال بهذه المناسبة، فهو أهمية التعاون والتكاتف والتضامن في تحقيق الغايات وبلوغ الأهداف، فهذا التوحيد ما كان ليتحقق لو لم يكن هناك تعاون وتكاتف وتضامن ما بين الشعب والقائد، وبدون وجود التعاون والتضامن بين الطرفين لايمكن تحقيق أي شيء من ذلك، لو لم يتعاون الشعب مع القائد ويدعمه ويسانده لما استطاع منفردا أن يبلغ أهدافه، ولو أن الشعب لم يجد القائد المحنك الحكيم القوي، لما استطاع أن ينعم بما هو فيه الآن من خير التوحيد. والمعنى الثالث، يتجسد في قيمة العمل وأهميته في تحقيق الطموحات، فالأحلام الجميلة والتطلعات العالية، لاتتحقق بالتمني وحده، وإنما لابد لها أن تجد يدا نشيطة عاملة تخرجها من نطاق الذهن إلى أرض الواقع، وهذا الوطن الكبير بوحدته، ما هو إلا ثمرة من ثمار العمل الجاد الشاق، ولو لم تكن هناك قلوب قوية وأيد صلبة تؤمن بالعمل مهما بلغت مشقته، وتفضله على الركون لحياة الراحة والدعة، لما تحقق هذا الحصاد العظيم، ولما وصل الوطن إلى ما وصل إليه من الخير والأمن والاستقرار. وغني عن القول، إن التمتع بخير الوطن يقتضي الحرص على الحفاظ على وحدته الوطنية، فالوطن لايمكن أن يقوم له مجد أو عزة أو سعادة إلا بها، ومن هنا يضحي من واجبنا جميعا دعم الوحدة الوطنية والحرص على دفع كل ما يهددها، وما يهدد الوحدة الوطنية كثير، وقد يتسلل بعضه إلى جسد الوطن خلسة من غير أن يلحظه أحد، كما قد يتنكر في صور مختلفة فيلتبس على الناس أمره فلا يتبينونه، ومن الأهمية بمكان أن نحذر من كل ما يخلخل وحدتنا الوطنية ويوهن قواعدها، وأن نصب اهتمامنا على دعم ما يحييها ويحفظها، ولعل من أوليات ذلك أن نتعلم كيف نتقبل بعضنا البعض، مهما بدا بيننا من اختلافات، في الثقافة والفكر والعنصر والمذهب، وأن نتعلم كيف نقدم حسن الظن على سوئه، وأن نتسامح فنلتمس العذر قبل أن نبادر إلى الكراهية والعداء. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة