يمثل اليوم الوطني للمملكة حكومة وشعباً عودة لتاريخها العظيم المشرق بضوء الوحدة والتلاحم، ففي عام 1351ه استطاع مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه توحيد المملكة بعد حروب عديدة خاض غمار معاركها، كل ذلك من أجل لمْ صفوف أبناء هذه البلاد المباركة بعد أن كانوا قبائل متفرقة وأحزاباً متفرقة. فمنذُ ذلك العام الذي هو عام التوحيد، تأسست هذه الدولة الفتية المباركة على يد مؤسسها الذي قام بتطبيق شرع الله وجعل دستورها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فحقق له الله ما يصبو إليه وتكاتف الناس من حوله وتلاحموا معه تلاحماً لم يسبق له مثيل، فبعد ماكانوا أعداءً متحاربين أصبحوا أصدقاء مسالمين متحابين، كل ذلك بفضل الله سبحانه عز وجل ثم بفضل النية الصادقة والهدف النبيل السامي ، فأصبحوا يداً واحدة مساعدين على استقرار أمن هذه البلاد، سلماً لمن سالمها وحرباً على من حاربها ، كما حرص كل الحرص رحمه الله تعالى على التلاحم الداخلي ووطّد علاقاته الخارجية مع جواره خاصة وكافة الدول عامة، وأولى التضامن العربي والإسلامي جُل اهتمامه ، فكانت رؤية جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله وبُعد نظره ثاقباً حيث استطاع أن يجعل من المملكة العربية السعودية دوله لها ثقلها مع العالم في وقت وجيز فاق أقرانه ، فبعد إعلان توحيد المملكة العربية السعودية وضع أسسها وقواعدها مستمدا كل ذلك من الكتاب والسنة ، فأرسى قواعدها على العدل وسار على ذلك حتى وفاته رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، ثم تعاقب أبناؤه الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد - رحمهم الله - على حكم هذه البلاد مكملين مسيرة والدهم الخالدة حيث استطاعوا أن يجعلوا هذه البلاد بلاد رغد يعيش فيها الجميع وينعمون بثمارها اليانعة بكل يسر وسهولة، أما اليوم فيقود مسيرة البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي استطاع بحكمته وحنكته أن يصل ببلاده إلى مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها في فترة وجيزة جداً. اليوم الوطني ذكرى جميلة وغالية على قلوبنا نرفع بمناسبته أسمى التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي الكريم سائلاً الله أن يعيد هذه المناسبة والأمة الإسلامية تنعم بالخير والبركات. * رئيس ديوان المظالم