نحتفل في هذا اليوم بمناسبتين سعيدتين إحداهما حلول اليوم الوطني الذكرى التاسعة والسبعين لتوحيد المملكة، والثانية ميلاد جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، التي يتفضل اليوم خادم الحرمين الشريفين بافتتاحها، واقتران هاتين المناسبتين في يوم واحد يضاعف في النفوس الشعور بالزهو والفخر، فأن يأتي الاحتفال بذكرى التوحيد مصحوبا بإنجاز كبير كهذا الصرح العلمي الراسخ، هو شيء يعطي للاحتفال مذاقا خاصا متفردا ويجعل له معنى مختلفا. جامعة الملك عبد الله تعد نوعا متميزا من المؤسسات العلمية سواء على المستوى العلمي بما تضمه من أكاديميين ومرافق علمية كالمعامل والمكتبات وأدوات البحث العلمي المختلفة، أو على المستوى المعماري وما يظهر فيه من جمال التصميم وانسيابيته وما يزخر به من منشآت رياضية وقاعات علمية وطرق وممرات أنيقة وعملية. ومن الناحية الأكاديمية فإن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية تصب اهتمامها على البحوث العلمية التطبيقية، وطلابها جميعهم من الباحثين في تلك المجالات، وهي مجالات وإن بدت محدودة في تنوعها إلا أنها مهمة وكبيرة النفع سواء للمملكة واحتياجاتها المحلية، أو للبشرية جمعاء على المستوى العالمي، وذلك مثل البحوث الخاصة بتحلية الماء أو الطاقة الشمسية أو المنتجات البترولية أو الثروة السمكية، كما أن جامعة الملك عبد الله تعد الجامعة الوحيدة في المملكة التي لا تميز بين الإناث والذكور عند الالتحاق بالتخصصات العلمية، فجميع التخصصات المطروحة في الجامعة متاح الالتحاق بها للجنسين بلا تمييز، وهو ما يتيح الفرصة للنساء هنا في اختيار المجال العلمي الذي يملن إليه بلا عوائق أو قيود. هل يمكن أن يكون إنشاء هذه الجامعة بما فيها من خبرات أكاديمية وإمكانات علمية نقطة تحول يشهدها التاريخ في الحياة العلمية والتقنية في المملكة؟ وهل يمكن أن يكون لوجود هذه النخبة العالمية المميزة من الطلاب والأساتذة تأثير على الحياة الثقافية والاجتماعية في البيئة المحيطة بالجامعة؟ أو هل يمكن للبيئة المحلية أن تترك طابعها الثقافي على الطلاب وهيئة التدريس العالمية؟ أو أن يكون وجود هؤلاء الطلاب الوافدين من مختلف بقاع العالم عاملا في نقل ثقافتنا المحلية للعالم؟ مثلا هل يمكن ان يستفاد من هذه الكثافة الأكاديمية الأجنبية في نشر اللغة العربية؟ طالما أن الغالبية العظمى من طلاب وأساتذة الجامعة هم من غير العرب لم لا ينشأ ضمن الجامعة معهد لتعليم اللغة العربية للأجانب كما هو معمول به في كثير من الجامعات العالمية، فيكون ذلك خطوة في طريق تعريب الدراسة في الجامعة مستقبلا، فالجامعات العالمية الكبرى من سماتها تمثيل الوطن الذي تنتمي إليه وفي مقدمة ذلك أن تكون الدراسة فيها باللغة القومية وليس بلغة أجنبية عنها. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة