ركزت خطب العيد في مختلف المناطق أمس على أهمية التلاحم ووحدة الصف والإخلاص للوطن ونبذ الفرقة. ففي مكةالمكرمة، أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين، الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به. وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد، الذي أوصى في خطبته المسلمين بأن يزينوا أوطانهم بالتقوى والإخلاص والتوبة، كما زينوا ابدأنهم بجميل اللبس والمنظر.وتحدث عن أهمية العمل الخيري في تماسك المجتمع واطمئنانه والحفاظ على الأمن الداخلي، والحد من الجريمة والفقر والفساد الأخلاقي، مؤكداً أنه مقياس للتقدم والرقي الفكري والإداري والعملي، وقال: «العمل التطوعي المنظم يسهم في نشر الأمن الاجتماعي، بل انه يمتد ليوظف لنشر الأمن الفكري وتوحيد الأمة في أطيافها، ذلكم أن الانخراط في العمل التطوعي يبعث في النفس الرضا والانتماء، ويسهم في تجاوز كثير من أمراض العصر من الاكتئاب والشعور بالعزلة والضغوط الاجتماعية والنفسية.وشدد ابن حميد على وجوب الوقوف في وجه التضليل وتشويه الحقائق والمجاهدة، حتى لا تسود الأوهام وتتداخل المصطلحات وتلتبس المفاهيم، داعياً طلاب الحق ودعاته والساسة والمفكرين والكتّاب والمثقفين إلى إيضاح الحقيقة والتصدي لهذا اللبس ونصر الحق، وقال «يعظم الأسى وتشتد المأساة حين ترى آثار هذا اللبس انعكس على فئات من شبابنا الأغرار وصغار الأحلام وذوي الضحالة في العلم والفكر من الذين وقعوا في شباك أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية وثعالب الساسة حين يندفعون تحت هذه المصطلحات الملتبسة والتزييفات المنحرفة من دون رؤية أو روية، ليكونوا أبواقاً للتكفير ووقوداً التفجير».كما أدى المصلون في المسجد النبوي الشريف صلاة عيد الفطر، يتقدمهم أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، حيث حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير في خطبته من كل عبادة لا دليل عليها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ودعا إلى طاعة إمام المسلمين، مشدداً على انه «لا يجوز الخروج على ولاة أمر المسلمين اوقتالهم او منابذتهم، ومن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة وطريقة السلف». وقال إن «عصبة غاوية وحفنة شاذة وسلالة ضالة» خالفت هذا المنهج السلفي الأصيل، فشهرت سيوف الفتنة وجاهرت بالمحادة بعقيدة مدخولة وعقول مغسولة، فكفروا وروعوا وأرعبوا وقتلوا وفجروا وخانوا وغدروا ورموا أنفسهم في أتون الانتحار بدعوة الاستشهاد، وكان من آخر جرائمهم وقبائحهم الجريمة النكراء والفعلة الخسيسة الشنعاء، محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز.وفي منطقة الرياض، أدى المصلون صلاة عيد الفطر المبارك، يتقدمهم أمير منطقة الرياض بالنيابة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وذلك في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض.وقال المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في خطبته: «إن للراعي على رعيته حقاً بأن يطيعوه بالمعروف ولا يخرجون عن أمره ما لم يأمر بمعصية، وإن للرعية على الراعي حقاً بأن يحكم بكتاب الله وسنة رسوله، ويردع الظالم وينهاه عن المنكر».وأضاف: «نحن نعيش أمناً واطمأناً والعدو يحسدنا عليه وعلى قيادتنا وديننا وتآلف قلوبنا، فلنكن يداً واحدة»، داعياً شباب الإسلام إلى تقوى الله والاعتصام بدينه، وان يتقوا الله في أنفسهم ودينهم وأمنهم وان يكونوا يداً واحدة، محذراً الشباب من أعداء الإسلام «فلا يغروهم ولا يزجوا بهم في ظلمات الطريق».وفى الدمام أديت صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى العيد في حي غرناطة، يتقدمهم أمير المنطقة الشرقية الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. وأم المصلين رئيس المحاكم الشرعية في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالرحمن الرقيب، الذي حذر من الغلو والتطرف والانحراف الفكري الضال، والالتزام بمنهج الوسطية. كما تقدم أمراء مناطق حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وجازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وعسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، والجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز، وتبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، والحدود الشمالية الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، والقصيم الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، ونجران الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، جموع المصلين في مناطقهم.