شهران فقط هي المدة التي قضاها وليد عبد الله الشهري في العاصمة الاسترالية سيدني مبتعثا لدراسة الماجستير في تقنية المعلومات. هذه الفترة القصيرة لم تجعله يتأقلم بشكل كلي مع البلد الجديد، ومع دخول رمضان يؤكد الشهري أنه يعيش الغربة الحقيقية المخلوطة بالتعب والحنين. يقول إنه يجد في الصلاة متنفسه الوحيد للخروج من هذه الحالة، لذلك يحرص على قضاء أكثر أوقاته في المساجد القريبة من مقر سكنه، وفيها يقرأ القرآن ويؤدي الصلوات ويجد من يتجاذب معه أطراف الحديث، من خلال الخروج مع بعض السعوديين والعرب والمسلمين. وفي المنزل يكسر الشهري حدة الغربة بمشاهدة صلاة التراويح عن طريق الإنترنت. يجزم أن رمضان في المملكة له طابعه الخاص مع الأهل والأصدقاء، «له تقاليده التي تأقلمنا معها منذ زمن، وهنا فوجئت بتغير كبير في طبيعة الحياة اليومية التي تعودت عليها». وحول إفطاره يقول: «حاولت مع الأيام الأولى من رمضان أن أكتفي بالتمر والأكلات المعلبة، ولكني لم أحتمل فراق الشوربة والقهوة والأكلات الرمضانية التي قد تعوت عليها، وهذا ما جعلني ألجأ إلى الطبخ لكي أتلذذ بما آكل على أقل تقدير». ويشير بأن وقت دراسته له تأثير كبير على حياته اليومية، «يدخل وقت أذان المغرب وأنا في قاعات الجامعة»، ولذلك يجلب معه بضع تمرات ليفطر عليها بعد خروجه من القاعة، ويكمل إفطاره وهو في طريق العودة إلى مقر سكنه بالقطار. ويبدو أن الغربة لها تأثيرها الكبير على وليد الشهري، حتى أنه لجأ لكتابة الشعر للتعبير عن حالته، فقال هذه الأبيات مهداة للوطن: «جيت أبارك للوطن شهر الصيام - جيت بإحساس المفارق والغريب - جيت كلي شوق وأحلام وهيام - جيت أصحي ذكرياتي بالنحيب».