الأمن مطلب ضروري، والعاقل يقدمه على الطعام والشراب، لذا قدمه إبراهيم عليه السلام على الرزق في دعائه «رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات» ولأن الناس لا يهنأون بالطعام والشراب مع وجود الخوف فإننا نعجب من بعض السفهاء الذين تجردوا من الدين فيقبلون على الانتحار بقصد قتل المسلمين والأبرياء ويزعمون أنه جهاد في سبيل الله، فقد كذبوا والله بل هو جهاد في سبيل الشيطان، ألا يعلمون أن الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب ويزداد جرما إذا قصد به قتل مسلم أو معاهد ويعظم إثمه إذا كان في زمن فاضل كشهر رمضان المبارك؟ ألا يعلم هؤلاء أن الإسلام جاء بحفظ الضرورات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والعرض والمال ورتب حدودا صارمة في حق من يعتدي على هذه الضرورات سواء كانت لمسلمين أو معاهدين، فقد قال صلى الله عليه وسلم «من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة»، فما بالكم بإنسان مسلم لا حول ولا قوه له إلا بالله حيث يعتدون على الأمن ويقومون بالتفجير في أي مكان ويتلفون الأنفس المعصومة والأموال ويرملون النساء وييتمون الأطفال، فهؤلاء مفسدون قال الله تعالى {والله لا يحب الفساد} وقال {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}. فهؤلاء شوهوا صورة الإسلام، يجعلون من أنفسهم أناسا يضللون ويغشون ويخدعون ويسرقون تمتعا بأفكارهم الشيطانية وبذلك تخسر الأمة مواطنا صالحا، وبعد هذه الأمور التي ذكرناها فهذه رسالة أوجهها إلى الآباء أن يلتفتوا إلى أبنائهم فلا يتركونهم لأصحاب الأفكار الهدامة والضالة والمشبوهة ولا يتركونهم يذهبون إلى التجمعات المشبوهة والرحلات المجهولة والاستراحات البعيدة التي قد تكون مرتعا لأصحاب التضليل ولا يتركونهم يسافرون خارج المملكة وهم صغار السن. عيسى حسن الصمداني الشريف الليث