المتابع لأخبار انفلونزا الخنازير يجد أن إسرائيل لا تطلق عليها هذا الاسم، ولا تطلق عليها الاسم العلمي الذي تذكره بعض وسائل الإعلام H1N1، لكنها تسميها بالانفلونزا المكسيكية أو انفلونزا المكسيك على اعتبار ظهورها في البداية في هذه الدولة. عموما، ليس هذا هو بيت القصيد، لكني أود الإشارة هنا إلى أن مسؤولا بوزارة الصحة السعودية أبلغني أن الوزارة قلقة للغاية نتيجة التهويل الذي أحاط بهذا المرض مما سبب حالة من الهلع والفزع والرعب بين الناس، ويتحمل الإعلام مسؤولية كبيرة في هذا كله. والحقيقة التي ينبغي علينا عدم تجاهلها هي خطورة المرض التي لا شك فيها، وفي نفس الوقت بساطة العلاج وسهولته بحيث لا يتعدى جرعات محدودة من الدواء خلال يومين أو ثلاثة، لكن مصدر الخطورة يكمن في عدم اكتشاف المرض أو التغاضي عن أعراضه فيتفاقم ويودي بصاحبه إلى التهلكة. وفي اعتقادي أن مجرد النصائح والإعلانات التي نطالعها في وسائل الإعلام المختلفة غير كافية على الإطلاق، وأنا على يقين من أن كثيرا من المواطنين لا يأبهون بها ولا يطبقونها، إما لعدم اكتراث منهم بالقضية من الأساس، أو لأن المرض بعيد عنهم وعن المقربين منهم مؤقتا، فلا أحد يعرف منا متى يمرض، أو متى يتم له الشفاء فهذا كله في علم الغيب الذي استأثر به الله تعالى لنفسه. لابد من معالجة موضوعية، فالنصائح وحدها لا تكفي من خلال عدم المبالغة أو التهوين في حجم المرض وخطورته، وفوق ذلك كله أرى ضرورة ملحة لتدريب الوزارات والجهات المعنية من جانب والمواطنين والمقيمين من جانب آخر على مواجهة الكوارث. لابد للمدارس من الآن أن تضع خططها الخاصة بها في حالة انتشار المرض أعاذنا الله وإياكم منه ووقانا شروره، ولابد للمصالح الحكومية ذات الكثافة الجماهيرية أن تضع كذلك خططها، تماما كقادة الجيوش الذين يتدربون كل يوم على مواجهة عدو غير مرتقب، لا يعرفون متى يمكن أن يشن هجومه عليهم. لو سلمنا بأننا بعيدون عن الأخطار وتواكلنا وبررنا هذا التواكل بأن القضاء محتوم، والقدر مكتوب، فإننا سندفع الثمن غاليا من أرواحنا وأرواح أبنائنا. قدرنا أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الأعداء والعدو قد يكون جارا قريبا، أو خصما بعيدا، أو مرضا لعينا، لأن الهدف واحد، هو المواطن والمقيم على أرض هذا الوطن. [email protected]