(شرق)- اتسعت الرقعة الجغرافية التي وصلها فيروس "ان1 اتش1" مع اكتشاف قطيع خنازير بكندا انتقل إليه المرض عن طريق الإنسان، وإعلان إيرلندا تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بالمرض، في وقت كشفت فيه التحاليل الطبية إصابة مغنية بريطانية مشهورة بالمرض. وفي كولومبيا أعلن وزير الرعاية الاجتماعية دييغو بالاثيو رصد أول إصابة بإنفلونزا الخنازير في بلاده لدى كولومبي يقيم قرب العاصمة بوغوتا، ونقلت إذاعة "كاراكول" أن المريض عاد أخيراً من رحلة الى المكسيك وأدخل الى أحد المستشفيات القريبة من العاصمة. أما في إسبانيا، فقد أعلنت وزارة الصحة أن عدد الاصابات المؤكدة بإنفلونزا الخنازير في البلاد ارتفع الاحد الى 40 حالة بعدما بلغت حصيلة سابقة 20 إصابة، لافتة الى نقل 6 حالات فقط الى المستشفيات. علماء الأزهر يدعون لمواجهة المرض من جانبها، نفت وزارة الصحة المصرية في بيان رسمي الشائعات التي ترددت بقوة ظهر اليوم حول ظهور حالة مصابة بمرض "انفلونزا الخنازير" في محافظة الغربية، حيث كانت الشائعات قد ترددت الأحد بقوة بإصابة أحد المواطنين القادمين من المكسيك الى محافظة الغربية بفيروس انفلونزا الخنازير، وهو ما سبب حالة من الهلع والرعب بين المواطنين، ودعا وزارة الصحة لإصدار بيان رسمي لطمأنة المواطنين ونفى هذه الشائعات. وفي المقابل، دعا عدد من علماء الازهر الأحد 3-5-2009 جميع المواطنين الى ضرورة اتباع التعليمات والارشادات التي تضعها أي دولة ممثلة في وزارة الصحة والهيئات الأخرى لمواجهة الفيروس المسبب لمرض "إنفلونزا الخنازير"، مؤكدين ان هذا واجب شرعاً ولا يجوز مخالفته بأي حال من الاحوال. وقال د. محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الاسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا في تصريحات خاصة له إنه يجب شرعاً على كل افراد الشعب ان يلتزموا تماماً بما توجبه الدولة في مواجهة "إنفلونزا الخنازير"، مضيفاً: ولهذا فيجب على الهيئات الطبية والرسمية اتخاذ كل الوسائل الطبية وغيرها لدرء هذا الخطر الزاحف على شعوب الارض جميعاً. وأوضح د. عبدالمعطي بيومي أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر عضو مجمع البحوث الاسلامية أن الاسلام يأمر دائماً بالأخذ بالاسباب ومراعاة الحذر عند ظهور الاوبئة والامراض المعدية، مستدلاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)، وأشار بيومي الى أنه يجب على كل مسلم اتباع كل وسائل الحذر والوقاية التي يوصي بها الاطباء والمنظمات الصحية مع تجنب التعرض لمناطق الاوبئة. وفي ما يتعلق بإمكانية أداء صلاة الجمعة في المنزل اذا نصح الاطباء بذلك قال بيومي: احتاط الإسلام وأمر بالتطهر والنظافة قبل الذهاب لصلاة الجمعة او العيدين، كما انه عند مرض الانسان وخشيته من انتقال المرض لغيره فليس عليه صلاة الجمعة، وإذا وصل انتشار أي وباء لهذا الحد فالإسلام لا يكلف الناس فوق طاقاتهم. الجزائر تقتني 20 مليون قناع وفي الجزائر تم رفع درجة التأهب إلى المستوى الخامس تفاعلاً مع توصيات منظمة الصحة العالمية في مواجهة وباء إنفلونزا الخنازير، ووفرت السلطات إلى الآن قرابة 20 مليون قناع لمواجهة التهديد الوبائي، بحسب ما كشف عنه متحدث باسم وزارة الصحة الجزائرية. وقال السيد بلقسام في اتصال هاتفي إن "لجنة الخبراء اجتمعت الأسبوع الماضي وقررت اتخاذ عدة إجراءات استعجالية على مستوى المطارات والمراكز الحدودية لتأمين المواطنين من انتشار عدوى الفيروس الجديد"، مضيفاً أن "المخزون الوطني يتوافر على أزيد من 17 مليون قناع موجه لعامة الناس، بينما تم تخصيص مليوني قناع للفرق الطبية المتخصصة في عمليات التدخل، كما تم توزيع منشورات بعدة لغات تتضمن نصائح للمسافرين". وعلى صعيد آخر، تعرف مطارات البلد حالة استنفار قصوى، لكن هذا الوضع لم يدفع السلطات إلى اتخاذ قرار يمنع المواطنين من السفر إلى المناطق الموبوءة، كما لم تمنع الجزائر استقبال مسافرين قادمين من هذه المناطق وكشف سفير الجزائربالمكسيك في تصريح صحافي سابق أن "الجالية الجزائرية سالمة ومعافاة ويخضع أفرادها للاهتمام الطبي، كون عددهم قليلاً". كندا في هذه الأثناء اعلنت السلطات الكندية ان خنازير في منطقة البرتا الكندية قد اصيبت بفيروس (اتش1 ان1) لانفلونزا الخنازير لدى الانسان، مؤكدة أن ذلك لن يؤثر في سلامة المواد الغذائية. وذكرت الوكالة الكندية لتفقد المواد الغذائية، ان "فيروس ان1اتش1 (انفلونزا الخنازير لدى الانسان) قد اكتشف في قطيع من الخنازير في البرتا". واوضحت الوكالة في بيان ان "من المحتمل جدا ان تكون الخنازير قد اصيبت بالفيروس عبر كندي زار المكسيك في الفترة الاخيرة وظهرت عليه اعراض مماثلة لاعراض الانفلونزا". واضافت ان "اعراض المرض لوحظت في وقت لاحق لدى الخنازير". وقد شفي هذا الكندي وشفيت كل الخنازير او هي في طور الشفاء، كما اشارت الوكالة، مؤكدة ان "سلامة المواد الغذائية ليست مهددة وان الخنزير الكندي لا يزال معافى". وعلى سبيل الوقاية، وضع قطيع الخنازير مع ذلك في الحجر الصحي. وقالت الوكالة الكندية لتفقد المواد الغذائية ان "مخاطر نقل هذه الخنازير الفيروس الى اشخاص ضعيفة جدا". وذكر مسؤول في الوكالة في ندوة صحافية "انها الاصابة الاولى" بفيروس اتش1ان1 لدى خنازير في الازمة الحالية. واضاف انه تم التوصل الى اكتشاف هذه الحالة جراء العناية التي توليها كندا لثروتها الحيوانية واجرت اختبارا مخصصا للانسان وطبقته على الخنازير. وارتفعت حصيلة انفلونزا الخنازير السبت الى 85 حالة مؤكدة في كندا، علما ان جميع الاشخاص المصابين تظهر عليهم اعراض طفيفة للمرض حتى الان. المكسيك في هذه الأثناء، اعلن وزير الصحة المكسيكي خوسيه انغل كوردوفا ان حصيلة انفلونزا الخنازير في المكسيك بلغت 19 وفاة بعد وفاة ثلاثة و454 مريضا. وقال في مؤتمر صحافي "لدينا 743 حالة مؤكدة، منهم 454 على قيد الحياة، وتوفي 19 للاسف". واضاف ان 1303 تحليلا قد اجري حتى الان. وكانت الحصيلة السابقة صباح السبت 16 وفاة و427 مريضا مؤكدا. وقالت المكسيك السبت إن مرحلة انتشار الفيروس قد انتهت، لكنها حذرت بأنه من المبكر جدا التقليل من حالة الاستنفار ضد الفيروس الذي ما زال يهدد بالتحول إلى وباء عالمي. 1000 إصابة محتملة في نيويورك من جانبها، ذكرت السلطات الصحية في نيويورك، ان فيروس اتش1ان1، اصاب على الارجح اكثر من الف شخص في هذه المدينة -منها 63 حالة تأكدت بفحوص مخبرية- وقد عولجوا جميعا او هي في طور الشفاء. واضافت السلطات ان المدارس التي اغلقت ستعيد فتح ابوابها الاسبوع المقبل. واوضحت دائرة الصحة في نيويورك ان "جميع الحالات المحتملة قد احصيت وان جميع الاشخاص المصابين قد عولجو او هم قيد العلاج". من جهته، قال مندوب الصحة في نيويورك توماس فريدن "حتى الان، يبدو ان فيروس اتش1ان1 لم يتسبب في حالات اكثر خطورة من الانفلونزا المألوفة، على رغم ان العواقب يمكن ان تكون اخطر". واعلنت دائرة الصحة في نيويورك، البؤرة الاساسية للعدوى بإنفلونزا الخنازير في الولاياتالمتحدة، ان 13 حالة جديدة قد اكتشفت، ما يرفع الى 63 اجمالي الحالات المؤكدة عبر فحوص مخبرية. وفي الولاياتالمتحدة، ارتفعت الحصيلة السبت الى 130 حالة مؤكدة، في مقابل 143 في وقت سابق، وقد توفي شخص واحد. ونقل 13 من هؤلاء المرضى الى المستشفيات. لحم الخنازير وانتقدت اربع منظمات دولية في بيان مشترك تدابير مقاطعة لحم الخنزير التي اتخذتها بعض البلدان على خلفية وباء انفلونزا الخنازير. واكدت المنظمة العالمية للصحة ومنظمة الاممالمتحدة للتغذية والزراعة والمنظمة العالمية للتجارة والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية، ان لحم الخنزير "ليس مصدر عدوى" طالما انه يجرى اعداده طبقا للقواعد الصحية الاساسية. واضافت هذه المنظمات في البيان "لذلك ليس ثمة اي مبرر لفرض تدابير تجارية على استيراد الخنازير ومشتقاتها". وذكرت "بأنه لا يتوافر حتى اليوم اي دليل على ان الفيروس (انفلونزا الخنازير) ينقل عبر المواد الغذائية". ومنعت خمس عشرة دولة منها الصين وروسيا وفرضت قيودا على استيراد الخنازير ومشتقاتها الاتية من الولاياتالمتحدةوكنداوالمكسيك حيث انتشر وباء انفلونزا الخنازير واسفر عن 17 وفاة كما اعلن رسميا. ودعت كندا هذه البلدان الى التراجع عن قراراتها، معتبرة ان الوقت الان هو للتعاون على درء الوباء. من جهتهم، طلب مربو الخنازير في البرازيل رسميا من المنظمة العالمية للصحة تغيير تسمية انفلونزا الخنازير، بحجة العواقب الوخيمة لهذه التسمية على نشاطاتهم. تطمينات بعدم انتشار المرض من جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إنه ليس هناك ادلة على أن السلالة الجديدة من فيروس الانفلونزا تنتشر بشكل متواصل حول العالم. لكن المنظمة لا تزال تعتقد أن تحول المرض إلى وباء بات وشيكا، وأضافت أن انتقال الفيروس خارج أمريكا الشمالية هو انتشار متفرق. وأشاد مايكل رايان مدير قسم الطوارئ في منظمة الصحة العالمية بالجهود الأوروبية لاحتواء المرض. وقالت منظمة الصحة العالمية ان زيادة عدد حالات الاصابة بالمرض في أوروبا لا تعني بالضرورة أنها سترفع من درجة الإنذار الى المستوى السادس. وسترسل المنظمة 2،4 مليون جرعة علاجية للمرض الفيروسي الى 72 دولة حول العالم بينها العديد من الدول النامية، كما أكد رايان.