يفرح الأطفال بقدوم شهر رمضان كالكبار حتى لم يعرفوا ماهيته، لكنهم يبتهجون بتغيير العادات اليومية وموائد الطعام والحركة المستمرة في مطبخ المنزل خلال ساعات النهار، وهناك من يأبى إلا أن يشارك أهله التواجد في المطبخ وتقديم يد المساعدة، وقد لا تخلو هذه المشاركة من التكسير والتخريب، غير أنها تضفي نكهة الفرح وتقتل صمت ساعات الصيام وتغطي المكان بأفعال تملؤها العفوية والبراءة. وتشرح ثريا العتيق معنى أن يكون الطفل في المطبخ ساعة نهار رمضان بقولها: تواجد الطفل في المطبخ في شهر رمضان بالذات ومحاولاته البريئة في إعداد الطعام وإن لم تكن مجدية، إلا أنها تعكس الأثر النفسي للأم أثناء إعداد الطعام، وبالنسبة لي تكون مصدر النشاط في إنجاز العمل و«لا يخلو الأمر من أوكل إلى ابنتي سديم التي تشاركني التواجد في المطبخ بعض المهام ليتسنى لها معرفة بعض الأبجديات في الطبخ واكتساب المهارات التلقائية بتواجدها اللصيق معي». ويبدو أن للأطفال تصورات خاصة حول رمضان لا تخلو من الطرفة والبراءة، فهذا الطفل فيصل محمد الزهراني يتذمر بسبب قلة برامج الأطفال في رمضان، أما شقيقته دانه فتقول إنها تتناول طعامها لوحدها وهذا أمر لا تحبه، وعماد سعد الكناني فيمثل له رمضان شهر المصاحبة الدائمة لوالده في الصلاة والأسواق. وفي هذا الصدد ترى الأخصائية الاجتماعية هدى العساف أن رمضان يمكن وصفه ب (المربي) للناس عامة وللصغار خاصة، له تأثير بالغ ينعكس بشكل ملحوظ على شخصية الطفل، وهو البيئة المناسبة التي يمكن أن ندرب فيها الطفل على معنى الصبر والتحمل، كما أنه فرصة سانحة لتزويد الطفل بالعادات الإسلامية واستشعار الروحانية، وكل هذا يؤثر بشكل إيجابي في شخصية الطفل من خلال الاحتكاك والمتابعة المستديمة لمن حوله.