للإرهاب شبكة عنكبوتية واهية وخلايا هشة، رجالها يحملون عقولا متحجرة. قمة الضلال – إن كان للضلال قمة – قتل الأبرياء وهدم المساكن على رؤوس ساكنيها من أهدافهم الضالة. سؤالان ملحان: من يحرك هؤلاء الشباب الضالون والمضللون؟ هل الحياة رخيصة لهذه الدرجة الممجوجة؟. حقيقة، أين نحن من أسلافنا الذين يؤمنون بالله قولا وتطبيقا في كل شؤون حياتهم، حيث كانوا صادقين في تعاملهم والأمانة ديدنهم والالتزام بالعقود والمواثيق شعارهم، ناهيك عن المودة والمحبة والأخوة الصادقة والإخلاص لقادتهم وأوطانهم. تخرجت من المدرسة النبوية نماذج لا تعرف الإرهاب وتمقت الاعتداء ناهيك عن قوة العقيدة التي ساروا على نهجها وطبقوها حرفيا في معاملاتهم. أصبحنا نرى نماذج من البشر يتقمصون رداء الفضائل ويمارسون العكس.. يتشدقون بحب الوطن الغالي علينا وهم يدمرون المكتسبات ويزهقون أرواح الناس دون أي مبرر. وغسل الأدمغة أخطر بكثير من غسل الأموال وتضليل وتسميم وتزيين الشر وغرس كل ذلك في أفكار بعض الشباب من الضلال ومن الجهل والحقد، العقول المتحجرة التي تكفر كل ما لا يروق لأهوائها وأفكارها التي لا خير فيها. حقيقة الضلال عشعش في أفخاخهم والحقد مزروع في صدورهم ولا حول ولا قوة إلا بالله. ليت كل فرد يحاسب نفسه قبل المحاسبة ويوزن أعماله قبل وزنها يوم القيامة.. الخوف من الله أولا وأخيرا ومراجعة النفس الأمارة بالسوء ومحاسبتها من سمات المؤمنين الأتقياء. أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة، بلى وربي إنه معلم البشرية ومخرجها من الظلمات إلى النور؟. تنكروا لوطن الخير والقداسات.. البلد الذي تدير دفة قيادته قيادة رشيدة واعية تحكم بشرع الله وتطبيق تعاليم السماء على أرضه.. بلد الخير والعطاء بلد الأمن والاستقرار، لن نرضى ولن نقبل لشرذمة ضالة تعبث بمقدراتنا ومكتسباتنا وكلنا جند لهذا الوطن الغالي. نفديه بالمنهج والأرواح وبالولد والتلد ونؤمن بأن الولاء وخدمة الوطن من الأولويات ومن الواجبات الحتمية التي تفرضها علينا المواطنة الحقة وقبل ذلك إيماننا بعقيدتنا الخالصة من الشوائب ولا نؤمن بالمعتقدات التي يعتقدها ويعتنقها الخوارج، ولكن عونا للمسؤولين ولرجال الأمن.. حتى يتم القضاء على الفئة الباغية بعون الله ونصره. لنتذكر يوم الامتحان الأكبر.. يوم الامتحان الحقيقي الذي من أسئلته السؤال التالي: فيم أبليت شبابك؟ ومن الطبيعي أن السؤال خاص بالمرحلة العمرية التي عاشها الشاب والعمل الذي قام به تجاه نفسه والآخر. عثمان محمد الخولي جازان