قدر مستثمرون زراعيون في المنطقة الشرقية التكلفة الإجمالية للموسم الزراعي لمختلف أنواع الأسمدة الزراعية الكيماوية بنحو 1000 1200 ريال. وبين أغلب المزارعين أنهم لا يكتفون باستخدام الأسمدة الكيماوية، حيث يعمدون لاستخدام الأسمدة الطبيعية (الروث) خلال الموسم الزراعي، يتراوح سعره بين 3000 3200 ريال للشاحنة الواحدة والتي تغطي مساحة لا تتجاوز 4 هكتارات في الغالب، موضحين أن المخاوف من ارتفاع التكاليف خلال الموسم الزراعي المقبل لا تزال قائمة، خصوصا في ظل الأزمة الحاصلة حاليا في بعض أصناف الأسمدة الزراعية الكيماوية في الأسواق المحلية. وقال علي المرزوق «مستثمر زراعي»: إن قرار سابك بخفض سعر اليوريا خلال شهر سبتمبر الجاري بمقدار ريالين ليصل إلى 55 ريالا مقابل 57 للكيس «50 كغم» لا يبعث على الارتياح، خصوصا في ظل المؤشرات الحالية بعدم وجود كميات كافية لمواجهة الطلب المتزايد على هذه النوعية من الأسمدة الزراعية طوال الموسم (6 أشهر). وأضاف: إن صنف اليوريا يلعب دورا حيويا في تقوية الشتلات الصغيرة وبالتالي مساعدتها على إعطاء منتجات ذات جودة عالية، فالأشجار الضعيفة لا تعطي ثمارا جيدة، مما يدفع الكثير من المزارعين على استخدام هذه النوعية من الأسمدة الكيماوية بهدف تحسين المنتج والاستفادة من الأشجار في الحصول على ثمار لفترة ليست قصيرة. وذكر عبد الحكيم المحفوظ «مستثمر زراعي» أن الحديث عن ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية الكيماوية بدأ في التزايد خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما في ظل ارتفاع بعض الأصناف في السوق السوداء بالمقارنة مع السعر الرسمي، وبالتالي فإن استمرار النقص الحاصل في بعض الأصناف يعطي بعض المستفيدين الفرصة لزيادة الأسعار، مما يشكل ضررا كبيرا على المزارعين الذين سيضطرون للشراء؛ مما يرفع الفاتورة في نهاية المطاف، مما يعني العودة مجددا للموسم قبل الماضي والذي شهد ارتفاعات كبيرة في أسعار الأسمدة الزراعية، حيث وصل سعر الطن من اليوريا لأكثر من 4000 ريال مقابل 2000 ريال خلال فترة وجيزة، وذلك أثناء موجة ارتفاعات أسعار النفط في الأسواق العالمية، مضيفا، أن حدوث زيادة في أسعار الأسمدة في ظل الأسعار المنخفضة للنفط وكذلك في ظل الأزمة العالمية وركود الاقتصاد العالمي ليس مبررا على الإطلاق، مطالبا بضرورة إيجاد حلول سريعة للنقص الحاصل في الأسمدة الزراعية، لا سيما وأن الموسم الزراعي على الأبواب، كما أن بعض المستثمرين بدأوا التحرك عمليا في تسميد الأراضي الزراعية تمهيدا لبدء زراعة البذور مع دخول شهر أكتوبر المقبل، موضحا أن الموسم الزراعي في المنطقة الشرقية يبدأ مع التحول في درجات الحرارة ودخول فصل الشتاء، فالحرارة المرتفعة التي تشهدها المنطقة تجعل العملية الزراعية صعبة للغاية، نظرا لعدم قدرة الأشجار على تحمل الحرارة المرتفعة، مما يضطر الكثير من المزارعين للتوقف عن الزراعة مع دخول فصل الشتاء.