تفاقمت أزمة الأسمدة الزراعية الكيماوية في المنطقة الشرقية بشكل غير مسبوق، الأمر الذي يهدد الموسم الزراعي الجديد، خصوصا أن أغلب المزارع في المنطقة تدخل في التحضيرات للموسم مع نهاية الشهر الجاري ومطلع الشهر المقبل. وقال موزعون معتمدون في المنطقة الشرقية: إن أزمة الأسمدة الزراعية الكيماوية تعد الأولى من نوعها، إذ لم تشهد الأسواق المحلية نقصا وشحا شديدا في مختلف أنواع الأسمدة كما يحدث في الفترة الراهنة، مشيرين إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود بدائل مستوردة قادرة على تغطية الطلب المتزايد في الوقت الراهن، خصوصا في ظل الفوارق السعرية الكبيرة بين المنتج الوطني والمنتجات المستوردة، معتبرين أن الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) تمثل أصل المشكلة القائمة، خصوصا أنها القادرة على إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، نظرا لاحتكارها هذه الصناعة وسيطرتها على قطاع الأسمدة الزراعية في الأسواق المحلية، وبالتالي فإنها تمتلك الحل والعقد في إنهاء الأزمة المتفاقمة التي بدأت تطل برأسها بشكل كبير. زيادة متوقعة وذكروا، أن الأسعار في السوق السوداء لا تزال عند المستويات السابقة وهي 2000 ريال للطن مقابل 1600 ريال (السعر الرسمي)، بيد أن استمرار الأزمة الحالية سيقود في نهاية المطاف إلى زيادة السعر بشكل كبير، بيد أن التكهن بالوصول إلى سعر محدد من الصعوبة، خصوصا أن الجهات المستفيدة من زيادة الأسعار بإمكانها تحديد السقف الذي تريده في الحصول على مكاسب مالية في الظروف الحالية، وأضافوا أن «سابك» عمدت خلال الفترة الأخيرة إلى تحديد الحصص الشهرية للموزعين المعتمدين التي لا تتجاوز 800 1000 طن شهريا، بانخفاض يصل إلى 50 في المائة عن الحاجة الحقيقية، فكل موزع يحتاج إلى 2000 2500 طن شهريا لتغذية الطلب المتزايد في الوقت الحالي مع بدء الاستعداد للموسم الزراعي المقبل. وقدر موزع معتمد طلب عدم ذكر اسمه أن المشكلة الحقيقية تكمن في النقص الحاد في صنف (الذاب) الذي يستهلك على نطاق واسع في الموسم الزراعي، حيث يقدر حجم الاستهلاك خلال الموسم بأكثر من 200 300 ألف طن، وبالتالي فإن عدم وجود كميات كبيرة من هذا الصنف يخلق حالة من القلق والهلع لدى المستثمرين في القطاع الزراعي من تعرض الموسم المقبل لمشكلة كبيرة، مشيرا إلى أن استهلاك الذاب يقدر بنحو 90 في المائة باعتباره أحد الوسائل لتسريع عمليات النمو في الأشجار، ويزيد من جودة المنتج، فيما لا يشكل استهلاك المركبات عشرة في المائة من إجمالي الاستهلاك، موضحا أن اليوريا يمثل عنصرا حيويا كذلك في المواسم الزراعي، فهو لا يقل أهمية عن الذاب، حيث يستهلك بكميات كبيرة خلال الموسم، إذ تقدر الكميات المستهلكة بنحو 300 400 ألف طن. وقال علي المرزوق (مستثمر زراعي) إن المشكلة تكمن في عدم وضوح الرؤية في الخطوة المقبلة لشركة (سابك)، مما يعني وجود شكوك كثيرة لدى «سابك» في اتخاذ خطوة مفاجئة تتمثل في رفع السعر بنسبة لا تقل عن 50 في المائة مع بداية الشهر المقبل، مشيرا إلى أن المخاوف من زيادة أسعار الأسمدة الزراعية خلال الفترة المقبلة دفعت الكثير من أصحاب المزارع للشراء بكميات كبيرة من أجل تخزين الكميات المطلوبة بالسعر الحالي، موضحا أن السعر في السوق المحلية سجل زيادة بنسبة 20 في المائة عن السعر الرسمي، متوقعا أن تسجل الأسعار مزيدا من الارتفاع مع اقتراب الموسم الزراعي وارتفاع الطلب على هذه النوعية من الأسمدة، مطالبا شركة سابك باتخاذ خطوات عملية لتهدئة الأسواق، عوضا من الآلية القائمة على تجاهل ما يحدث والتفرج على السوق دون تحريك ساكن، مضيفا أن الكثير من المزارعين يتخوفون من التعرض لخسائر كبيرة جراء الارتفاع المتواصل لأسعار الأسمدة بسبب النقص الحاصل في بعض الأصناف التي تشكل العمود الفقري في نجاح الموسم.