ذكرت في مقالتي الأحد الماضي أن إجراء الفحص المخبري لكل مرض فيروسي له مراحل علمية وتقنية معقدة ومهمة لا بد من تنفيذها بدقة، وبما أنه قد أصبح الخطأ في التشخيص هو القائم بين المرضى، فيجب علينا التركيز على التشخيص الصحيح واتباع جميع القوانين العلمية المنصوصة للفحص السريري والمخبري حتى نتخلص من كارثة الأخطاء الطبية الوبائية. التشخيص المخبري يبدأ بنشر الوعي الصحي عن المرض في القمة لدى القياديين في وزارة الصحة ثم الأطباء والهيئة التمريضية وجميع الهيئات المساعدة، وهذا الوعي الصحي يشمل كيفية أخذ العينة من المريض وهي مسحة من آخر الحلق بواسطة قطعة من الداكرون أو البولي استر (القطن لا ينفع) في رأس عامود من الألمنيوم أو البلاستيك (الخشب لا ينفع)، والممسحة المصنوعة من مادة الكالسيم ممنوع استعمالها. وبعد أخذ العينة يجب وضعها فورا داخل أنبوب من الزجاج داخله ثلاثة مللتر من مادة تسمى VTM تتكون من عنصر يحفظ بروتين الفيروس مع مضاد حيوي ليقتل جميع الباكتيريا الموجودة في الحلق، والأنبوب وبداخله الممسحة يوضع مباشرة في جهاز يحافظ على درجة حرارة العينة عند أربع درجات مئوية وأن لا يظل أكثر من ثلاثة أيام. وبما أن التحليل المخبري لا يتم في المستشفيات بل في مختبرات مركزية حسب توضيحي الأحد الماضي معنى هذا أن إرسال العينة من المستشفى إلى المختبر المركزي يتطلب إجراءات دقيقة يجب اتباعها وهي أولا وضع العينة في وعاء خاص به ثلج مائي يحفظ حرارة العينة على أربع درجات مئوية. ومدة صلاحية العينة من أخذها من حلق المريض إلى إنهاء إجراءات التحليل يجب أن لا تتعدى ثلاثة أيام وألا تكون النتيجة خاطئة، وكما ناشدت وزارة الصحة في مقالتي الماضية يجب استعمال المبتكر الجديد المسمى بالمصطلح العلمي Real Time RT- PCR هذا الفحص المبتكر الجديد ميزاته أنه يفرق بين انفلونزا A و B. هذا المبتكر يستعمل لكل عينة كانت نتيجتها إيجابية للفحص المبدي المسمى علميا RITDs وهو التحليل السريع الذي لا يفرق بين فيروس A ولا B وتظهر النتيجة خلال نصف الساعة، وهذا النوع من التحليل الذي أناشد وزير الصحة بتوفيره في جميع المستشفيات الكبيرة الخاصة والعامة لأنه رخيص وسريع وفي حالة ظهور نتيجة سلبية يعني أن المريض لا يعاني من مرض فيروس الانفلونزا العادية الموسمية (أي الزكمة) ولا من مرض انفلونزا الخنازير وسبب ارتفاع درجة الحرارة هو مرض آخر يجب اتخاذ الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات. أما في حالة أن نتيجة الفحص RITDs كانت موجبة فهذا يعني أن المريض مصاب إما بمرض الانفلونزا الموسمية العادية (الزكمة) أو بمرض انفلونزا الخنازير وهذا المريض ترسل عينته إلى المختبر المركزي لإجراء الفحص المسمى RT-PCR لتحديد إصابة المريض بمرض انفلونزا الخنازيز أو الانفلونزا الموسمية العادية (الزكمة). فالبينة في البداية والنهاية هي في التشخيص الصحيح ولا بديل للتشخيص الصحيح. * استشاري الباطنية والسكري (فاكس 6721108) للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 189 مسافة ثم الرسالة