تجدد الجدل حول تبسيط قواعد الإملاء في اللغة الفرنسية أخيرا مع صدور كتاب للصحافي فرنسوا دي كلوزيه الذي يشن حملة على «الهالة» التي تحيط بهذه المادة، ويعتبرها بالية في حقبة الرسائل الهاتفية القصيرة (أس أم أس). ومع بدء الموسم الدراسي الجديد في فرنسا، يقر الكاتب (75 عاما) في محاولة أدبية بعنوان «لا أخطاء» (زيرو فوت) بضعفه في مادة الإملاء، ويدعو إلى استخدام البرامج المعلوماتية لتصحيح الأخطاء المعلوماتية في المدرسة. ويقول: «الكثير من الدول تعاني من مشاكل مع الإملاء. ما يميز فرنسا هي هذه الهالة التي تحيط بها هذه المادة. فالذي يرتكب خطأ إملائيا يشار إليه بالبنان». ويستنكر خصوصا كيف تستبعد ترشيحات أشخاص إلى منصب ما، بسبب أخطاء إملائية وردت في سيرتهم الذاتية. ويوضح «أقع دائما في فخ الحروف الصامتة في نهاية الكلمة. فلماذا ثمة كلمات لا تلفظ فيها الحروف الأخيرة. ولماذا هناك حروف مكررة؟». وهذه كلها أفخاخ يتعرض لها التلاميذ حين يحين موعد الإملاء؛ وهو واجب مدرسي غالبا ما يخشاه الطالب لكنه يحظى بمكانة كبيرة. فاتقان القواعد الإملائية المعقدة يعتبر مصدر فخر. وفي موازاة ذلك، يستمر مستوى اتقان القواعد الإملائية بالتراجع في فرنسا. فقد أخضعت جمعية أستاذة «سوفي لي ليتر» (أنقذوا اللغة)، تلاميذ في الخامسة عشرة لفحص في الإملاء معتمدين النص ذاته بين عامي 2000 و2008. فتبين لهم أن عدد الذين حصلوا على أسوأ علامة أي الصفر، قد زاد بأكثر من الضعف خلال الفترة الفاصلة ليصل إلى 58 في المائة في 2008. وسخرت عدة صحف أخيرا من تقرير صحافي صادر عن وزارة التربية، ويتضمن أخطاء إملائية شنيعة. وقال وزير التربية لوك شاتيل «يجب أن نكون قدوة للآخرين. ولن يتكرر ذلك أبدا، معربا عن معارضته لإصلاح القواعد الإملائية. وهذه العملية دونها مخاطر؛ فالإصلاح الأخير العائد إلى العام 1990 وأوصى بحذف بعض إشارات المد وعلامات الوصل أثار موجة استنكار، فقد اعترض الكثير من المثقفين على هذه التعديلات التي اعتمدتها الأكاديمية الفرنسية من دون أن تكون ملزمة. لكن بعض اللغويين مثل العاملين في مرصد اللغة الفرنسية المعاصرة فلا يزالون يدعون إلى تبسيط قواعد الإملاء لتكون منطقية وسمعية أكثر.