وقفت قوى المعارضة اللبنانية مرة أخرى في وجه تشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية، بدورها اتهمت الأكثرية قوى الثامن من آذار مجتمعة بتعطيل تشكيل الحكومة، مؤكدة أن الأكثرية هي التي تقرر من سيكلف عبر الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة. وأكدت مصادر مطلعة في الأكثرية ل «عكاظ» أمس أن الرئيس المكلف سعد الحريري سيعود مرة أخرى لتشكيل الحكومة ولكن ضمن شروط واضحة تخرج عملية التشكيل من دائرة المراوحة والشروط التعجيزية. وختمت المصادر ل «عكاظ»، «إن أمام الأكثرية خيارا بين عدة أمور، لكنها ما زالت متمسكة بخيار حكومة الوحدة الوطنية لأن فيه مصلحة للبلد ولكن الوحدة لا تعني التعطيل وهذا ما يجب ان يدركه الجميع». من جهته، رأى عضو كتلة لبنان أولا النائب نهاد المشنوق «إن لبنان أمام أزمة جديدة مرتبطة بنتائج الانتخابات النيابية الأخيرة»، موضحا «إننا سنتجاوز هذه الأزمة بشجاعة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط واستشرافه، وحكمة الرئيس سعد الحريري وصموده». واعتبر المشنوق «إن هناك محاولة مستمرة منذ العام 2004 حتى اليوم تهدف إلى تحويل لبنان إلى مجموعة جغرافية وسياسية تعيش أزمات وحسب، وذلك منذ بدء الاغتيالات، ومن ثم إطلاق المحكمة الدولية». فيما أكد عضو كتلة المستقبل النائب نبيل دو فريج، في تصريح له أمس، إن اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري أتى حفاظا على النظام الديمقراطي في لبنان، معتبرا أن من يعطل مهمة تأليف الحكومة ليس شخصا بل فريق بكامله متمثل بفريق 8 آذار. من جهته، اعتبر عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب ميشال موسى «إنه من المفترض أن تجتمع الكتل وتسمي من تكلف لتشكيل الحكومة، علما أن الأكثرية لها الصوت المرجح في ذلك»، موضحا «إن صيام الرئيس بري للقول إن هناك أخطاء متبادلة». في المقابل، أشار أمين سر الكتلة العونية النائب إبراهيم كنعان إلى أن عملية الاعتذار التي أقدم عليها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري تدخل في صلب المسار الدستوري والبرلماني، مشددا على وجوب تحمل كل فريق مسؤوليته وإعادة المسار الديمقراطي من جديد.