سعادة رئيس تحرير صحيفة عكاظ، إشارة إلى السؤال المنشور في صحيفتكم عبر زاوية «سؤال لا يهدأ» للمواطن فيصل إبراهيم عسيري حول خطة الوزارة لمراجعة تصاميم شبكة الطرق، وآلية التنسيق مع الجهات الأمنية ذات العلاقة لجمع وتصنيف وتحليل المعلومات الخاصة بالحوادث المرورية، نفيدكم أن اهتمام وزارة النقل بالسلامة المرورية يبدأ منذ الخطوات الأولى لتخطيط الطرق وتصميمها وتحديد مساراتها الأفقية والرأسية وتحديد ما تحتاجه من عوامل السلامة المختلفة، ويتم ذلك وفق مواصفات هندسية معتمدة من قبل الوزارة، حيث يتم تزويد الطرق بكافة وسائل السلامة التي تكفل سلامة الحركة المرورية مثل اللوحات المرورية (التنظيمية والتحذيرية والتوجيهية) والعلامات الكيلو مترية وعلامات الطرق الأرضية كخطوط الدهان وعيون القطط العاكسة وغيرها من العلامات الأرضية، وأضواء التحذير وسفلتة الأكتاف الجانبية وإنشاء المواقف الجانبية، بالإضافة إلى تزويد الطرق السريعة بسياج جانبي وفي الجزيرة الوسطية مع إنشاء معابر علوية مخصصة لعبور الحيوانات ووضع مصائد تمنع دخولها إلى الطرق السريعة، وفي مرحلة الصيانة تراعى المحافظة على عوامل السلامة المختلفة على الطرق ومتابعة وضع السلامة المرورية عليها وتحسينها عند ظهور أية ملاحظات قد تنجم عن استخدام الطرق لم يتم أخذها في الاعتبار في المراحل السابقة. ومن خلال مشاركة الوزارة في عضوية العديد من اللجان الخاصة بالسلامة المرورية كاللجنة العليا للسلامة المرورية في منطقة الرياض، واللجنة الوطنية للسلامة المرورية، ولجان السلامة المرورية في جامعة الدول العربية ومجالس التعاون لدول الخليج فإن الوزارة تدرس وتطبق ما ينتج عن اجتماعات هذه اللجان من توحيد للمواصفات والمعايير لأنظمة السلامة المرورية والقيام والمشاركة بالدراسات والأبحاث المتعلقة بالسلامة المرورية والاستفادة من نتائجها. وتقوم بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة ومنها الإدارة العامة للمرور وأمن الطرق للرفع من مستوى السلامة والعمل على عقد الدورات التدريبية وورش العمل في هذا المجال، إضافة إلى الاستفادة مما توصلت إليه التقنية الحديثة في مجال السلامة المرورية كأنظمة النقل الذكية من خلال الأبحاث والدراسات التي تقوم بها الوزارة بالاشتراك مع الهيئات والمنظمات الدولية ذات العلاقة مثل جمعية النقل الذكي الأمريكية وجمعية النقل الذكي الأوروبية ويتم الاستفادة من الأبحاث والدراسات التي تقوم بها هذه الجمعيات، وتطويع نتائجها بما يفيد المملكة. وقد أصدرت الوزارة مجموعة من الأدلة الفنية علمية الطابع، عملية التطبيق، سهلة الاستخدام، ومن هذه الأدلة ما يختص بالسلامة على الطرق وما يتعلق بها من عناصر وأدوات ومواصفات وقد استخدم هذا الدليل من قبل وزارات النقل والمواصلات في دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن تنظيم الندوات والدورات التدريبية والحلقات الدراسية في مجال السلامة لجميع العاملين في هذا المجال ومن جميع الجهات ذات العلاقة، والمشاركة في برامج حملات توعية مرورية، من خلال إصدار العديد من الكتيبات والمنشورات الخاصة بالتوعية والتعريف بالإشارات والعلامات المرورية المستخدمة على الطرق، والعلامات الأرضية (الدهانات وعيون القطط)، وكيفية الاستخدام الأمثل للطرق. ومع كل هذا يبقى العنصر الأهم في الحوادث المرورية والذي أثبتت الدراسات والتقارير الصادرة من الجهات ذات العلاقة أنه السبب الرئيسي للحوادث المرورية وهو سائق المركبة، والذي نأمل من الصحيفة وغيرها من وسائل الإعلام أن تساعد وتساهم في إيصال رسائل توعية له للالتزام والانضباط بالأنظمة المرورية وقواعد السير وتعليمات المرور للتقليل من الحوادث المرورية بإذن الله تعالى. م. عبد الله بن عبد الرحمن المقبل وكيل وزارة النقل للطرق