ما شاء الله، تبارك الله، وعين الحسود فيها عود، فقد كان الأسبوع الماضي أسبوع الدراما السعودية، حيث أخذت من الاهتمام على الصحف، ووسائل الإعلام ما لم تأخذه من قبل، مع فارق أن الرأي السلبي تجاه المسلسلات السعودية المعروضة، أقول الرأي السلبي أكثر من الرأي الإيجابي، السبب والله أعلم أنها انتهت فترة الدهشة عند المشاهد، وانتهت فترة مجاملة براعم الدراما، انتهى كل هذا إلى النقد، والتقييم، وهذا ما كنا نطالب فيه، وهو أن لا يترك تقييم المنتج للمنتج التاجر قليل الثقافة، ولا للإداري صاحب الكرسي، بل تقوم على عملية المنتج رقابة نوعية من رجال الفكر، وليس رجال السياسة، ولا حتى للممثل المهرج، والسبب أن رجال الثقافة هم من يعرفون القيم الاجتماعية فيما يبث للجمهور العام. أنا شخصيا سعيد بتواتر الانتقاد للمنتج الهزيل الذي يملأ الشاشات هذه الأيام بتقنية تلفزيونية متميزة، ومضمون منعدم، فهذا المضمون التهريجي المفرط ترف لا يرضي مرحلة الحوار التنموي التي نعيشها، ويؤذي قيما اجتماعية بدون فائدة، لكن، مع الأسف، هذا ما أراده التاجر، وللمال سلطته على قنوات التلفزيون. لا أدري من جعل التهريج أساس الدراما، وقلب المعادلة بحيث يضطر الممثلون البارعون عندنا وبعضهم أساتذة كبار إلى الانسياق في هذا الطريق، ويتحولون إلى كومبارس، ومهرجين، مع أن دورهم دور حامل القيم، ومعلم السلوك، وهل يظنون هم، ومنتجوهم من التجار أن الكوميديا لا تصير إلا بهذا التهريج، هذا أحد الأمور العجيبة فيما قلت سابقا إنه انقلاب في الأدوار لتسود السطحية التامة للفكر المطروح فيما عدى النذر اليسير الذي لا يذكر. أتمنى من الدوائر المهتمة بالأمن الفكري للمجتمع دراسة هذه الظاهرة التي عايشنها لسنوات، وتقصي أسبابها فنحن لسنا فقراء في الآداب، ومن يكتبون النصوص، وإذا ما وجد كاتب النص القيمي المكان في هذه المعمعة فسوف نجد أعمالا تشاهد مثل الحلقة اليتيمة التي عرضت من بين عشر حلقات من (طاش16) علما أن هذه الحلقة اليتيمة كتبها مختص بالحوار الفكري هو الأستاذ (يحيى الأمير). لنقل إن ما سبق من سنوات تجربة، وأنها كانت ورشة لتنمية قدرات الدراما خلال عشر سنوات، ولنعد لواقعنا الحقيقي، وعدم تصوير قضايانا المعاصرة، وتصوير أفراد مجتمعنا على أنهم مجموعة من المخبولين، لأن «استهبال» المهرجين عندما يعرضون الشخصيات السعودية يستدر الضحك لكنه لا يعرض الواقع في القضايا المبتسرة من الحياة، ولا يعلم قيما سلوكية ترفعنا في سلم التنمية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة