أهداني رجل الأعمال المكي الأستاذ أحمد محمد السنكي نسخة من كتاب «الجمعة.. موعظة المؤمن» للمؤلف الشيخ أحمد علي الزهراني الخطيب والإمام في أحد جوامع البلد الحرام، وقد أراد المؤلف من كتابه الذي جمع فيه عددا من خطب الجمعة التي أعدها وألقاها في مسجده الجامع تعميم الفائدة ونشر تلك الخطب بين الناس وجعلها في متناول أيدي الناشئة من الأئمة والخطباء وطلبة العلم وتذكرة لمن يقرؤها مطبوعة ومجموعة في كتاب. وقد وجدت أن هذه الأيام المباركة مناسبة لاستعراض إحدى تلك الخطب التي كان عنوانها: «أكل الأموال بالباطل»، لأن كثيرا من الناس أصبحوا يتساهلون في هذا الأمر ولا يبالون بمصادر كسبهم ويكون همهم الأول والأخير أن يكونوا موسرين أغنياء وأن يصبحوا مشهورين وجهاء فتجدهم يلجأون إلى شتى أنواع المكر والحيل لأكل أموال الناس بالباطل على الرغم من التحذير الرباني من هذه الجريمة الواردة في قوله عز وجل: «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون»، والمراد هنا بالحكام: كل من يقضي بين الناس في الأموال أو الحقوق أو الأعراض أو الدماء، وقد يكون آكل مال الآخرين بالباطل ألحن بحجته منهم أو ذا جاه ونفوذ وقوة فيستولي على أموال الناس ويأكلها بالباطل ويسخرها لخدمة أهدافه تحت شعارات ومبررات ودعايات شتى وقد يخدع بدعايته لنفسه العامة وربما الخاصة، ولكن الله المطلع على الغيب يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، كما أن آكل أموال غيره بالباطل يعلم في قراره نفسه أنه آثم ظالم ولكنه يتبع هواه وتقوده نفس أمارة بالسوء والظلم فيظل سادرا في غيه حتى يأتيه اليقين وما هو عنه ببعيد!. إن هناك من يستخدم شتى الوسائل للاستيلاء على المملتكات العامة والخاصة وعلى الأموال وعلى الحقوق وقد يكذب ويدعي ويلوح للضعفاء بأنه يملك القوة والقدرة والنفوذ. ويقول المؤلف في أمثال هؤلاء: «فكم أفقروا من أسر وكم شتتوا من عوائل وكم قهروا من أناس، ولو تفكروا وتبصروا وتدبروا لعلموا أنهم الخاسرون في هذه الصفقة الخاسرة»!. ولكن واقع الأمر أن من أعمى الله بصيرته وختم على قلبه وران عليه الظلم والسواد لن يرى الحق ولن يسمع الموعظة «ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم».. ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة