عزيزي.. قرأت الخبر المنشور في جريدة «عكاظ»، وكان يتحدث عن امرأة هبطت من سيارة زوجها الذي كان يبحث عن شقة مفروشة، وكانت تراجع طبيبا نفسانيا لأنها تعاني من مرض نفسي، وكان اسمها «العنود». في ذاك الخبر أكدت الأسرة التي بحثت عنها دون جدوى أنها ستعطي مكافأة مالية 50 ألف ريال لمن يعثر عليها، أو من يقدم معلومات عنها، وكان بجانب الخبر صورة لابنتها الطفلة نادية، والتي أكد الشرح الموجود تحت الصورة أنها مشتاقة لها ولا تأكل وتبكي كثيرا. كنت وبعد ذاك الخبر سأمضي سريعا لشارع قريش بحثا عن «العنود»، ولم يكن ذلك من أجل المكافأة، بل لأساعد «نادية» التي لم تعد تأكل وتبكي شوقا لحضن أمها العنود، وأنا أعرف ما الذي تعنيه الأم لأني يتيمة. حين فكرت بالأمر تراجعت عن فكرة البحث عنها، فأنا لا أعرف عمن أبحث، وليس لدي معلومات سوى أن المرأة اسمها «العنود» ومصابة بحالة نفسية. كدت أن ألوم الجريدة، لكني أعرف أن الجريدة لا يمكن لها نشر صورة امرأة دون موافقة المرأة وولي أمرها، أيضا لا ألوم أسرة العنود، فهم خائفون من أن يتحول الأمر من بحث لفضيحة، لأن غالبية المجتمع يعتقدون أن المرأة التي تظهر صورة وجهها هي سيئة، لأن الكثير يرى أن كشف الوجه حرام. لن أعترض فأنا لست علمانية مع أني لا أعرف ما الذي تعنيه هذه الكلمة، ولن أحضر فتاوى أخرى لأئمة لا يرون حرجا في كشف الوجه، وسأمضي مع فكرة أن كشف الوجه حرام، ولكن ألا يمكن أن يصبح حلالا إن لم تجد شيئا غيره ؟ جرب أنت وقراؤك واتصلوا على كل شيخ من كل مذهب، واسألوه: «لو كنت في صحراء وسأموت عطشا وجوعا، ووجدت في هذه الصحراء ميتة وزجاجة خمر، هل أشرب وآكل أم أموت حتى لا أرتكب الحرام ؟ ستأتي إجابة جميع الشيوخ بلا استثناء وبإجماع مطلق «عند الضرورة تباح المحظروات»، أي يصبح ما هو حرام حلال، لأن الإنسان واقع تحت ظروف لم يصنعها هو بل وجد نفسه في ورطة، فيصبح الأمر مباحا. من هذه الرؤية أليس من المفترض أن تنشر صورة وجه المرأة ليعرف من يريد المساعدة من أجل الخمسين ألف أو من أجل نادية عن ماذا يبحث وكيف يساعد تلك الأسرة ؟ ثم ألن يصبح نشر صورة وجه المرأة أمر طبيعي في المجتمع، فلا يتم تهديد من يسقط قناعها في السوق، ويظهر وجهها، فيستغل أحد العابثين هذا الموقف ويلتقط لها صورة، ويهددها ويبتزها إن لم تحقق رغباته سيفضحها في المجتمع ؟ عزيزي .. أكتب لك لأني أعرف ما الذي تعاني منه الطفلة نادية فأنا كان موعد حضوري لهذا العالم هو نفس موعد رحيل أمي، أنا أيضا أخاف أن يحدث لي ما حدث للعنود، وينشر خبر ضياعي دون صورة وجهي، وليس لدي ابنة لتبكي حزنا، فلا أحد يستطيع مساعدة أسرتي في بحثهم عني، لأنهم لا يعرفون عمن يبحثون، سوى امرأة بلا وجه واسمها يحمله آلاف النساء. التوقيع: امرأة بلا وجه S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة