يتنازل الثنائي فايز المالكي وحسن عسيري، مع احترامنا لتاريخهما، عن كل شيء إلا أن يكونا مهرجين «يتقاطعون» في النكتة نفسها. المسلسل الذي يجبرك التوقيت ونجومية الأبطال ومحاولة التواصل مع القيمة الفنية، على مشاهدته، يصدم أكثر مما يضحك. التكرار الممل على مستوى الأداء والشخوص والمواقف «نصاب واثنين دلوخ»، والنص الهش والقصة المرتبكة والمفككة، كلها أدوات حالت دون أن نستمتع بعمل مقنع في أبسط الأحوال. ويبدو أن إقحام نور ولميس في المسلسل والتصوير في تركيا وكل المشاهد المصاحبة، كانت محاولة ل«الترقيع» وردم الفراغ لا أكثر. من السهل أن تقدم عملا رمضانيا ناجحا، وكلنا تابعنا مسلسلات جيدة وعايشنا شخوصها حتى آخر حلقة، وكان «بيني وبينك» في جزئه الأول واحدا منها، لكن الصعوبة تكمن في إقناع المتلقي بنفس الكاراكترات والظروف والحالة الدرامية في أجزاء أخرى. على المستوى العربي وليس المحلي فقط، ليس لدينا النفس الدرامي الطويل، وحتى لو امتلكنا بعضا منه، فمن يحضر في الجزء الأول يغيب في الجزء الثاني، وربما في الجزء الرابع يذهب نصف الأبطال، و «باب الحارة» أضيق من أن يفتح. وبعيدا عن الأعمال المكسيكية أو التركية التي تصل حلقاتها إلى المائة وأكثر وهي تحمل نفس الرتم وفي وتيرة تصاعدية، هناك مسلسلات أمريكية كوميدية مجزأة تظهر على مواسم كمسلسل «فريندز» أو «قريس اناتومي» نجحت بامتياز. سر نجاح هذه المسلسلات رغم وجود نفس الشخوص والأماكن، في أنه يتناوب على كتابتها وإخراجها أسماء كثيرة، فمسلسل «قريس أناتومي» على سبيل المثال شارك في كتابته 14 كاتبا وأخرجه 17 مخرجا، وما زال يحمل نفس قوة المشاهدة، وهو في جزئه الخامس. إذن «طاش ما طاش» ولا غير في هذا الموسم. يتجدد في جزئه السادس عشر الثنائي ناصر القصبي وعبد الله السدحان، لسبب بسيط هو أنه لا يعتمد على القصة الطويلة. هو مجرد كبسولات يومية معبأة متعددة الكتاب، ولو فشلت حلقة ستنقذها الأخرى. هذه هي أدوات اللعبة في الكوميديا الرمضانية، ولكن من يفهم؟. [email protected]