التنافس الدرامي بين النجوم في الوطن العربي جعل منهم أن ينقسموا إلى شلل تقدم الأعمال الدرامية، ولكن يظل الهاجس الأهم في الدراما السورية هو الشللية التي بدأت تتضح للجميع جراء المشاركات المتعددة لتلك الشلل في أغلب الأعمال الدرامية ولعل أميزها شلة المخرج السوري حاتم علي والكاتب الدرامي الدكتور وليد سيف والنجم خالد تاجا وجمال سليمان وسلاف فواخرجي والمغربي محمد مفتاح، وهؤلاء قد شاركوا المخرج حاتم علي في عدة مسلسلات تاريخية واجتماعية معاصرة منها (صلاح الدين وأيضاً صقر قريش التغريبة الفلسطينية وكذلك ربيع قرطبة) وأيضاً المسلسل الاجتماعي (الفصول الأربعة) والذي استمر لعدة أجزاء، وهذه الشلة ربما تكون إيجابية من حيث تقديمها لأعمال كبيرة نالت استحسان المشاهدين في الوطن العربي ولهذا استمرت في تقديم أعمالها لهذا العام كمسلسل (ملوك الطوائف)، وهو استكمال لمشروع درامي تاريخي شامل حول التاريخ الأندلسي بدأ مع ربيع قرطبة كما أن ملوك الطوائف يعتبر سرداً للحوادث التي شهدت تمزق الأندلس إلى دويلات متناحرة وطمع مملكة قشتالة في توسيع حدودها بالسيطرة عليها. وفي مرحلة تبدو الأندلس كأنها توشك على السقوط، يؤسس يوسف بن تاشفين مملكة قوية عظيمة في المغرب الكبير وينتصر على جيوش قشتالة في إحدى أهم المعارك التاريخية (معركة الزلاقة) معيداً بذلك توحيدها، فضلاً عن الوقائع التاريخية الكبرى التي يتناولها مسلسل (ملوك الطوائف) وهو حافل بالحوادث الدرامية المؤثرة التي تتجاوز بها المعالجة الدرامية للزمان والمكان لتخاطب المشاهد المعاصر ومعالجة قضاياه الراهنة. وفي الكويت تبقى شلة أبناء المنصور هي السائدة على الدراما الكويتية فقد قدمت وعلى سنوات متوالية مسلسلات منها (دارت الأيام ودروب الشك والقرار الأخير، وفي العام الفائت قدموا مسلسل غصات حنين) بمشاركة النجم السعودي عبدالمحسن النمر، وفي هذا العام يقدمون مسلسل (صحوة زمن) إلا أن هذه الشلة لم تنبئ بتقدم الأعمال الجيدة رغم انتاجهم السنوي وخبرتهم الكبيرة في الدراما الخليجية، كذلك برنامج (قريقعان) بطولة الفنان داود حسين ويرافقه كالعادة الفنان حسن البلام. أما في قطر فالغالب على مسلسلات الفنان عبدالعزيز الجاسم لا تأتي إلا بكتابته المؤلفة وداد الكواري التي دائماً ما يستعين برؤيتها وهو الذي قدم الثالوث المخرج أحمد المقلة في مسلسل بعد الشتات ويوم آخر وفي هذا العام يقدم الجاسم عمله (عندما تغني الزهور) كمسلسل خليجي يعالج في ثلاثين حلقة قصة السيدة زهور وأسرتها بعد أن تخلى عنهم الزوج ورب الأسرة فتتغير حياة زهور عندما تجد نفسها وحيدة بمواجهة العالم مع سبعة أبناء أكبرهم في التاسعة عشرة، فتخرج من البيت لتجد سبيلاً لإعالة أسرتها. تكتشف زهور حقيقة الحياة بعد أن خرجت للعمل إلا أن التجربة تعود إيجاباً على أفراد الأسرة بعد أن يتحمل كل فرد مسؤولية العمل والبحث عن الرزق وفي المقابل تجد أسرة عطية الفاشلة لأن الأب لم يعلم ويثقف أبناءه لتحمل المسؤولية وكان همه الوحيد جمع الأموال، شلة عبدالعزيز الجاسم مازالت تستقطب في كل عمل نجماً لامعاً، ففي مسلسل (يوم آخر) شاركت معهم الفنانة الكويتية سعاد العبدالله وفي مسلسل هذا العام تشارك معهم النجمة حياة الفهد أيضاً لا ننسى حالة الجذب للمشاهد في استقطاب نجوم الغناء كالفنان عبدالمجيد عبدالله ونوال الكويتية وراشد الماجد في مسلسل (عندما تغني الزهور). هنا في السعودية قلة الممثلين ربما تجبرهم على التحرر من الشللية وهو ما يتيح لهم بالمشاركة على أكثر من عمل إلا أن المشاهد يجد الأبطال في شللية كمسلسل (طاش ما طاش) الذي يتربع على بطولاته عبدالله السدحان وناصر القصبي وإخراج عبدالخالق الغانم، أيضاً مسلسل (خذ وخل) بطولة راشد الشمراني والفنان حسن عسيري، وكذلك مسلسل (إخواني أخواتي) بطولة الفنان فايز المالكي ومحمد العيسى. الشللية عادة ما تثمر نتائجها بالإيجاب إذا كان التعاون مفتوحاً ما بين النجوم كالذي يحدث مع المخرج حاتم علي في الدراما السورية لا سيما وأن التواصل في الإبداع قاده لأن يكون أحد فرسان الإخراج في فترة زمنية، قصيرة وبلا شك هذه النتائج مواتية مع (طاش ما طاش) في ظل تمكن السدحان والقصبي ووجودهما على رأس القائمة بمشاركة بعض الممثلين في حلقاته، وقد يأتي من سلبيات الشللية التحكم في الأدوار أو غير ذلك كالذي يحدث مع أبناء المنصور في العديد من مسلسلاتهم. وكذلك ما يحصل مع عبدالعزيز الجاسم في قطر.