عندما جاء الجزء الأول من مسلسل «بيني وبينك» كان ذلك إعلان ولادة منافس حقيقي في ساحة فنية ظلت خالية لسنوات طويلة لمسلسل «طاش ما طاش»، كان «طاش» قد بدأ برنامجا يلامس هموم المجتمع بعفوية لاذعة لامست أوتار الناس، ثم تحول أبطاله بعد ذلك من لعب دور الفنانين الذين يمثلون نبض المشاهد إلى لعب دور المنظرين الذين يفرضون على المشاهد قناعاتهم الخاصة فخسر موقعه الحيادي كمرآة تعكس صراع المجتمع مع مشكلاته وتحول إلى طرف في هذا الصراع!! في موسمه الأول سحب «بيني بينك» البساط من تحت أقدام «طاش ما طاش»، بل إنه سحبه ونفضه في وجهه، ولن أبالغ إذا قلت أنه أجبره على التواري في العام الماضي للملمة خسائره وإعادة حساباته، لكن للنجاح الباهر والثقة المفرطة أحيانا انعكاس عكسي، فانجراف «بيني وبينك» في موسمه الثاني نحو هاوية التهريج واستخدام المفردات البذيئة جعله يخسر كثيرا وهو ما شجع «الطاشيين» على العودة هذا الموسم على أمل استعادة بساطهم المنفوض!! «بيني وبينك» في موسمه الثالث هذا العام كرس فشله تماما في استعادة وهج البداية وبدلا من أن يجد أبطاله طريق النجومية التي أضاعوها العام الماضي في متاهة التهريج والمفردات البذيئة، تاهوا هذه المرة خلف نور ولميس في استحلاب نجومية يثير الشفقة، أما «طاش» فقد عاد من نفس النافذة التي خرج منها وهي نافذة المثقف المتعالي التي تطل على المجتمع من الأعلى وكان عليه أن يعود من نفس الباب التي استقبله المجتمع عندها للمرة الأولى في الطابق الأرضي!! أما حلقة التعليم فتجعل للحديث بقية!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة