اشتكى موزعون محليون من شح كبير في بعض أصناف الأسمدة الزراعية الكيماوية خلال الفترة الأخيرة، ما ساهم في بروز سوق سوداء في هذه الأصناف، حيث ارتفعت أسعارها بحوالي 20 25 في المائة مقارنة بالسعر الرسمي، إذ وصل سعرها إلى 2000 ريال مقابل 1600 ريال للطن.. مشيرين إلى أن استمرار النقص وعدم اتخاذ الشركة السعودية للصناعات الأساسية خطوات عملية لتوفير المنتجات التي تحتكرها، سيؤدي إلى تنامي نشاط السوق السوداء ما يساعد في وصول الأسعار لمستويات قياسية. وقالوا إن صنف الذاب يمثل المشكلة الحقيقية في الوقت الراهن، فيما يأتي صنف المركبات في المرتبة الثانية، فهناك شح كبير في هذه الأصناف التي يكثر الطلب عليها في تسميد الأراضي الزراعية.. موضحين إن المشكلة التي بدأت منذ شهرين تقريبا، بدأت بالتفاقم مع بدء التحضير للموسم الزراعي الذي ينطلق خلال أكتوبر سنويا، ما يعطي زخما قويا لتنامي السوق السوداء في مختلف مناطق المملكة.. مضيفين أن مشكلة نقص الأسمدة الرزاعية الكيماوية ليست مقتصرة على المنطقة الشرقية بل طالت كل مناطق المملكة.. مطالبين بضرورة تحرك «سابك» بشكل عملي لكبح جماح السوق السوداء، خصوصا أن نظام الحصص الذي شرعت في تطبيقه مؤخرا لم يعد قادرا على تلبية الطلب المتزايد من المزارعين، فالحصص الذي تتراوح بين 90 130 طنا شهريا ليست قادرة على تغطية الطلب الحقيقي، خصوصا أن هذه الكميات لا تغطى سوى 10 في المائة من الطلب المحلي، لاسيما أن كافة المزارعين يعمدون لشراء كميات كبيرة من الأسمدة للتحضير للموسم الزراعي المقبل. وذكروا أن سعر الذاب وصل إلى 2000 ريال مقابل 1600 ريال للطن في السوق السوداء، فيما وصل سعر المركبات إلى 2300 ريال مقابل 1900 ريال للطن، حيث يمارس بعض الوسطاء دورا في السوق السوداء، فالبعض منهم وجد الشح الحاصل فرصة في زيادة الأسعار، خصوصا أنه يدرك مدى صعوبة الحصول على الكميات المطلوبة في الوقت الراهن، ما يعطي الأسعار دفعة قوية للزيادة. وأشاروا إلى أن صنف اليوريا لم يطرأ عليه تغيير يذكر، نظرا لوجود وفرة كبيرة في الوقت الراهن، فسعره ما زال عند مستوى 1140 ريالا للطن الواحد.. موضحين أن صنف الذاب يمثل العمود الفقري للزراعة بالنسبة لمختلف المنتجات الزراعية فهي بمثابة الملح للطعام، فبدون الذاب يصعب الحصول على منتجات زراعية ذات جودة عالية، الأمر الذي يفسر تزايد استهلاكه في عمليات تسميد الأراضي، إذ يشكل نحو 80 90 في المائة من الاستهلاك المحلي من الأسمدة المركبة، وبالتالي فإن استمرار الشح الحالي سيضع علامات استفهام كبيرة حول الموسم الزراعي القادم، خصوصا أن المزارعين يعتمدون بشكل أساسي على الأسمدة الزراعية الكيماوية في تسميد الأراضي، وبالتالي فإن اختفاءها أو حدوث أزمة جديدة سيخلط جميع الأوراق بالنسبة لنجاح الموسم الزراعي المقبل. يشار إلى أن أسعار الأسمدة الزراعية الكيماوية سجلت تراجعا كبيرا في الأشهر القليلة الماضية، حيث انخفضت بنسبة 50 في المائة بالمقارنة مع الموسم الماضي، حيث وصل سعر الذاب في العام الماضي إلى 3200 ريال مقابل 1600 ريال للطن حاليا والمركبات 3800 4000 ريال مقابل 1900 ريال للطن واليوريا 1200 ريال مقابل 2400 ريال للطن.