متزوجة من شاب رائع ولله الحمد ولي منه طفلان وحياتنا سعيدة ومستقرة.. لكن معاناتي تكمن في إدمان زوجي على «الشات»، وعند دخوله هذا العالم الآخر ينسى كل من حوله في البيت ويصبح ملكا لمن يحادث وهي بالتأكيد فتاة (تأكدت بنفسي)، وللأسف ليست واحدة أو اثنتين.. ضحكاته وكلامه المعسول تكون لهن فقط بالرغم من وجودي أمامه في نفس الغرفة، لكن وجودي مثل عدمه لا يحترمني ولا يحترم مشاعري، صارحته أكثر من مرة وواجهته.. لكنه برر بأنها (خرابيط) .لكن يوجد بينها وبين الواقع شعرة يمكن أن تهدم حياتنا وتدمر مستقبل أولادنا. حاولت لكن العالم الآخر أصبح أهم، أصبح من الأولويات، يقضي معظم وقته معهن وبالساعات وأنا آخر همه. تعبت من هذا الوضع أحبه وأعرف أنه يحبني لكن حياتنا تتناقض مع هذه الخيانة وهو لا يراها خيانة أبدا لأنه لم يقصر بمشاعره تجاهي كما يقول. نعم نحن ناقصات عقل لا نرضى بالضرة الثانية والثالثة ما بالك بعشيقة تأسر تفكيره وتأخذه مني وتبعد بيننا المسافات. ابنتك: ر المدينةالمنورة لاشك أن ما يمارسه زوجك يسبب الإزعاج لك، ومعك الحق كله في الانزعاج والشعور بالضيق، وكل العلاقات تبدأ بأشكال تشبه ما يفعله زوجك، ولكن لا أحد يستطيع توقع النهايات كيف يمكن أن تكون، هو مستمتع بهذا العالم الخيالي الذي ينتقل إليه، وما لا يعرفه الكثير أن الدليل الطبي الأمريكي في طبعته الرابعة صنف الإدمان على النت والألعاب الإلكترونية والتلفزيون ضمن المواد الإدمانية، ولا شك أيضا أن كل من يدخل هذا العالم يشعر بمتعة كبيرة جراء التعامل معه، وأنا معك في أن الكثيرين ممن يدخلون هذا العالم يعيشون معه باعتباره عالما حقيقيا وهو مع وجود بعض الدلائل على واقعيته إلا أنه يحمل قدرا ما من الخيال والأخيلة، ولا شك أن الأذن تعشق قبل العين أحيانا كما قال الشاعر العربي القديم، والمؤسف أن زوجك شأنه شأن الكثيرين من الشباب المتزوجين لا يتصورون حجم الأذى الذي يصنعونه ويسببونه لمشاعر زوجاتهم بتبادل المشاعر والضحكات مع الفتيات الأخريات في عالمهم الآخر، كما أنهم لا يقبلون إطلاقا ممارسة زوجاتهم للسلوك ذاته، وأعرف الكثير من الحالات التي حصل فيها بين الأزواج وزوجاتهم الكثير من الشقاق والخلاف بسبب دخول الزوجة عالم النت وتبادل العلاقات مع الشباب، وسؤالي لزوجك وأمثاله هل يرضيكم أن تمارس زوجتك السلوك نفسه؟ هل يرضيك أن يكون لها العديد من الشباب الذين تضحك معهم وتمازحهم وتتبادل معهم الأحاديث وأنت تجلس إلى جانبها وهي مهملة لك ولوجودك؟ وإذا كنت تمارس هذا السلوك فلا شك أنك تعتبره سليما وصحيحا، إذا لا ينبغي إطلاقا أن تنزعج لو هي مارسته، أو أختك أو أحدا من أهلك، لذا نصيحتي لك أن تقبل دخولها بتجربة التحدث للشباب عبر الماسنجر ودعها تدخل هذا العالم وراقب مشاعرك فإن وجدت أن الأمر عادي وطبيعي ولا يحرك فيك أدنى درجة من الغيرة، فلا بأس انتقل عندها للمرحلة الثانية من العلاقة ودعها تمزح معه وتضاحكه، وراجع مشاعرك أيضا، فإن لم تتحمل ذلك فكن على يقين أنها لن تتحمل ما تفعله الآن، وعليك أن تتأكد من أن الدخول في مثل هذه العلاقات أمر ممكن لكل الناس، ولكن الخروج من هذه العلاقات في الوقت الذي تريده وبالطريقة التي تريدها أمر غير مضمون، فكثيرة هي الزيجات التي تأذت بسبب سلوك الزوج أو الزوجة، وكثيرة هي الزيجات التي صار ارتباط الزوج بمن يحادثها أقوى من علاقته بزوجته، وكثيرة هي الزيجات أيضا التي صارت علاقة الزوجة بمن تحادث أقوى من علاقتها بزوجها، وقد مرت بي حالات كانت الزوجة قد وصلت إلى مستوى من العلاقة بالرجل الذي تحادثه قوية إلى الحد الذي صار زوجها غير مقبول ولم تعد تحتمل طريقة تعامله معها، كما أن العلاقات تبدأ بمحادثة بسيطة تتناول المواضيع الاجتماعية أو الأسرية أو المدرسية لتنتهي بعلاقات الجنس والغزل والممارسات الهاتفية، عليك يا بني أن تكون صادقا مع نفسك وما يؤذيك سيؤذي زوجتك، ولا تهيئ الأجواء لدخول الشيطان بينكما، وحاول أن توظف شبكة الإنترنت بما يفيدك ويقوي علاقتك بزوجتك، بدل أن تضعفها، وإذا بدأت ترى بعد زوجتك عنك فلا تلمها ولكن لم نفسك، وتأكد أنه لو وصلت لهذه المرحلة فلن تفيدك هذه العلاقات في شيء وقد تعود لزوجتك في وقت تكون هي قد فقدت الأمل في عودتك وعندها ربما تكون قد صنعت لنفسها عالما آخر من الصديقات سواء على النت أو في عالم الواقع، وصدقني كثيرة هي الحالات التي جاءتني يشتكي فيها الأزواج من أنهم أدركوا خطأهم وعادوا لزوجاتهم ولكن الزوجات صرن بعيدات عنهم إلى الحد الذي بات مؤلما لهم، وحين كنت أسأل الزوجة عن ذلك كانت تقول: لقد حاولت ولمدة طويلة أن يعود لي ولكنه كان يستهزئ بي ويسخر مني، وحين يئست منه بحثت عن عالم لي وها هو يعود بعد أن فات الوقت ولم يعد وجوده في حياتي مهما، وهناك حالات كن يستمتعن بتعذيب الزوج انتقاما لتلك الأوقات التي كان يعذبها بسلوكه وعلاقاته النسائية أمام ناظريها، عد يا بني لرشدك قبل فوات الأوان وقبل أن تضيع حياتك الزوجية في خضم المحادثات التي ليس لها من نتيجة سوى إضاعة الوقت وملء قلب الزوجة عليك بالضغينة، والضيق، وكن على يقين من أن ذلك قد ينتقل لأبنائك وقد تتفكك هذه الأسرة، وعليك أن تتيقن أن الندم لا ينفع بعد فوات الأوان.