كانت المنافسة شديدة في أسواق جدة بين المحلات وبين البازارات النسائية الموجودة في نفس السوق، ورغم وجود ما تحتويه طاولات السيدات من منتجات في محلات السوق، إلا أن السيدات قبلن التحدي ووقفن بكل ثقة في ممرات الأسواق لكنهن فوجئن بركود غير مألوف في البيع مقارنة بالأشهر الأخرى غير رمضان. وأرجع بعضهن السبب إلى أن حركة التسوق في النصف الأول من رمضان تكون راكدة، مؤملات أن تكون الحركة أكثر نشاطا في النصف الثاني من الشهر وأكدن أن ذلك «لن يحبطهن بل سيدفعهن لإتمام التجربة». أم خالد قالت: شاركت في خمس عشرة بازارا من خلال مدارس وجمعيات ومولات. وتبيع في هذا البازار الجلابيات التي تشتري أقمشتها بنفسها وتفصلها عند الخياطين، وتؤكد أن بيع الجلابيات مربح بعكس الفساتين. تقول: «كانت لي تجربة في خياطة الفساتين ولم تنجح بسبب المقاسات المختلفة». وتبيع كذلك شراشف الصلاة مع السجادة والاكسسورات، وتؤكد أن الشراشف وأطقمها أكثر مبيعا في رمضان لأن الجميع يأخذها هدايا و«من لا تجد اللون الذي ترغبه أوفره لها». وبشكل عام ترى أم خالد أن البازارات النسائية أكثر ميبعا وربحية من الأماكن المفتوحة. أما أم هاني فتبيع المكياج وهدايا الصلاة وبأسعار مناسبة جدا وهي مطلوبة للهدايا، وتشارك للمرة الرابعة في البازارات النسائية داخل المولات، لكنها تؤكد أن السوق يعاني من كساد واضح مقارنة بالأشهر الأخرى. وحول مدى تقبل الناس للنساء في الأسواق، تؤكد كل من أم طلال وأم ريتال اللاتي يشاركن للمرة الثانية في بيع العطور، أنهن لم يواجهن أية صعوبة في التواجد داخل الأسواق «بل على العكس المجتمع تقبل ذلك بكل احترام ويتعامل معنا المتسوقون بشكل جيد». وعن كيفية معرفتهن بتركيبات العطور أوضحن بأنهن يطلعن على كتب في هذا المجال والإنترنت، وسؤال أهل الخبرة. ولم تخف بدورها أم سعود سعادتها بتقبل المجتمع وقوف المرأة وسط السوق والتعامل معها باحترام ودون إزدراء، غير أن الركود الشرائي يجعلها تفكر غير مرة في المشاركة في البازارات الرمضانية خلال النصف الأول من الشهر. وتجد أم رغد التي تشارك في البازارات منذ أربع سنوات، راحة في الأماكن المفتوحة لأنها تضم جميع شرائح المجتمع بعكس البازارات النسائية الخاصة التي يكون جزءا منها للنخبة فقط، لكنها تستغرب ركود عملية البيع في شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى رغم أنه شهر الشراء «ربما يكون الأفراد ينتظرون موعد الرواتب».