لم تستطع الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم، التأثير على أفراد المجتمع السعودي في التغيير من ثقافتهم الاستهلاكية خلال شهر رمضان المبارك، فالأسواق هي الأسواق، والبقالات والمراكز التجارية بقيت مزدحمة حتى الدقيقة الأولى من أول يوم من رمضان. ويرى الكثير من رجال الأعمال والمختصين، ضرورة حصول تغيير في الثقافة الاستهلاكية، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، ويقول الخبير الاقتصادي خالد الجميعي، إن الوضع الاقتصادي الحالي للفرد السعودي لم يعد مثل الماضي، بسبب الأزمات الاقتصادية التي مرت عليه كالأسهم، والمساهمات، وارتفاع الأسعار، والإيجارات وغيرها وأخيرا الأزمة المالية، إلا أن حجم استهلاك المواد الغذائية للفرد السعودي بقي مثل ما هو، وهذا خلل اقتصادي حيث ما زالت الدراسات تؤكد أن المستهلك السعودي ينفق 60 في المائة من دخله سنويا على الغذاء، و 20 في المائة على الملابس، داعيا إلى ضرورة التماشي مع الظروف الاقتصادية والتكيف معها، لكي لا يسبب ذلك خللا في مستوى معيشة الأفراد، خصوصا من ذوي الدخل المحدود. من جانبه يؤكد رجل الأعمال عبد الرحمن السواط أن أصحاب محال المنتجات الغذائية، والمصانع الموردة يستغلون تلك الثقافة الاستهلاكية في شهر رمضان، من خلال تكثيف الإعلانات خلال شهر رمضان، وعمل تخفيضات، وعروض مجانية لجذب المستهلكين، مشيرا إلى أن ذلك يحتاج إلى وعي ديني، وتكاتف بالتعاون مع الإعلام والجمعيات ذات العلاقة، لتغيير هذا النمط خلال هذا الشهر الكريم.