أرخت أزمة المياه في محافظة الطائف بظلالها على السكان، ووصلت معها إلى حد اضطر فيه أئمة أكثر من 40 مسجدا لإغلاق أبوابه أمام المواطنين، لتعديهم على مياهها المخصصة للوضوء. وقادت الأزمة أبناء المحافظة السياحية للجوء إلى صنابير المياه في الحدائق العامة والشوارع بحثا عن قطرة ماء تبلل عروقهم مع الإفطار، إذ أصبح الحصول على صهريج ماء من الأحلام الصعبة في ظل التزاحم والأرقام الفلكية التي وصلت لها أسعار الوايت منها. إزاء ذلك، اعترف مصدر في مصلحة المياه والصرف الصحي في الطائف بوجود أزمة جفاف حقيقية، مرجعا السبب إلى نقص الكمية المخصصة للطائف من المياه المحلاة. ويعتزم نحو 1200 مواطن في المحافظة مقاضاة مدير مصلحة المياه في الطائف، معتبرين أن المصلحة فاقمت الأزمة بتلاعبها في توزيع صهاريج المياه، وفي الكميات المقدمة عبر الشبكة، مؤكدين أن بعض الأحياء لا تنقطع فيها المياه إطلاقا. وشكل عدد من المواطنين لجنة من عشرة مواطنين، تمهيدا لإعلان عريضة شكوى إلى ديوان المظالم، لمقاضاة مصلحة المياه والصرف الصحي. وتضمنت لائحة الدعوى التي تعتزم اللجنة رفعها خلال أسابيع ممهورة بتواقيع 1200 مواطن من أبناء المحافظة، ووثائق تؤكد تلاعب مصلحة المياه ومساهمتها في تفاقم الأزمة وعدم الحد منها. كما تضمنت اتهام مصلحة المياه بإيصال المياه إلى منتزهات المحافظة والتي تحوي مسابح تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، حيث تكفلت المصلحة بتغيير المياه بداخلها يوميا، في الوقت الذي أصبح المواطن يترنح للحصول على قطرات. وتضمنت اللائحة اتهام مدير المصلحة شخصيا بانشغاله عن الأزمة وعدم مساهمته في إيجاد حلول لتفاديها، وعدم إحساسه بالمسؤولية.