رغم قبوله في السلك العسكري لم يرض الشاب فهد الزهراني بالركون إلى رصيف البطالة، واستبشر بقدوم شهر رمضان وطلب المعونة من صديقه الخبير في بسطات المواسم سلطان الخياط الذي رحب به شريكا ومجموعة من الأصدقاء ليتعاونوا في بسطة متنوعة الخدمات تقدم المأكولات والعصائر الرمضانية وحتى الألعاب الترفيهية، والأهم من ذلك تجمع الأصدقاء وأبناء الحي في كل ليلة من ليالي شهر رمضان. «رمضان كريم» هي الكلمة التي يستقبل بها الخياط زبائنه وقبل ذلك استقبل بها الشهر. وعن هذه التجربة يقول وهو منهمك في إعداد الكبدة: «أتشارك أنا وبعض الشباب منهم صديقي فهد الزهراني في هذة البسطة الرمضانية ونبيع فيها الكبدة الطازجة من عند الجزار الذي تشاهده أمامك في آخر الشارع». ويعتبر شباب حي السامر هذه البسطة مكانا للتجمع الليلي وأصبحت تشكل لهم نقطة لقاء يقضون فيها وقتا ممتعا بعيدا عن ما يجرح حرمة الشهر، وهو ما شجع الشركاء على توفير لعبة الفرفيرة. «كانت بالفعل وسيلة للترفيه البريء والتنافس الشريف، ولو كنا نملك الإمكانيات والمكان المناسبين لتوسعنا في وسائل الترفيه وهو مانسعى إليه في السنوات المقبلة» يقول الخياط. ولا يقتصر نشاط أصحاب البسطة على بيع الكبدة، فهم يقدمون لزبائنهم أنواعا من العصائر أهمها التوت الذي ارتبط تاريخيا بشكل حميمي مع شهر رمضان، إلى جانب البليلة والبطاطا المقلية، يقدم كل ذلك مع مقبلات تزيد الطعم روعة وتجذب المزيد من الزبائن خلال ليالي رمضان. وعن برنامج العمل في البسطة يقول الخياط: «نشرع في تجهيز البسطة من بعد صلاة العشاء استعدادا لاستقبال الزبائن الذين عرفوا مواعيد عملنا منذ عدة سنوات كون معظهم من سكان الحي أو المعارف، كما أن شباب الحي يتوافدون إلى الموقع ويجدون ما يسرهم». أما شريكه الزهراني فيؤكد أن البسطة شغلت وقت فراغنا بشكل جيد، حيث قسمنا العمل فيما بيننا وكل منا تخصص في المهمة التي يتقنها، والحمد لله يبلغ متوسط دخلنا اليومي مابين 300 إلى 350 ريالا رغم أننا لازلنا في بداية الشهر، ونعمد إلى تدوير رأس المال وجمع الربح اليومي ومن ثم تقسيمه فيما بيننا في نهاية الشهر كل بحسب نسبة مساهمته في رأس المال.