كرنفال بمذاق خاص عاشته «المدينة « وهى تتجول داخل « جدة القديمة « حيث استمعت لصرخات الباعة في أزقة جدة القديمة و على مداخل و مخارج شارع قابل « تفضل كبده «، و « اتعشى و اتمشى «، و « الكبدة عندنا «.. كلمات يصطادون بها الزبائن لإدخالهم إلى بسطات بيع الكبدة و كل شخص يقومون بإدخاله للبسطة يحصل بموجبه على ريال واحد وقال أحد العاملين « للمدينة « أرباب المهنة بعضهم يلبس الثياب البيضاء و آخرون يفضلون اللباس القديم من ثوب و عمة، و في داخل البسطة تصطف الطاولات و « صاج « طهي الكبدة و الثلاجات و المغاسل استعدادً لاستقبال الزبائن . ويقول متولي الشوربجي احد الباعة إن حضور الزبائن لتناول الكبدة في الليالي الرمضانية يتزايد يوما بعد يوم حتى يبلغ أشده في العشر الأواخر من رمضان، بالإضافة إلى إجازة نهاية الأسبوع، منوهاً أن الكبدة التي يبيعها لها مردود مادي متميز خصوصاً و أن هذا العمل موسمي يكون في شهر رمضان المبارك فقط، الكبدة البلدي و أشار إلى أن هناك مجموعة يقولون إنهم يبيعون الكبدة البلدي إلا أنها في الأساس كبدة مجمدة أو مستوردة، و الراغب في تناول الكبدة لن يفرق بين الاثنين الا إن كان خبيراً في ذلك، أما المجموعة التي تبيع من أجل سمعتها يحرصون على توفير الكبدة البلدي فقط سواء كان مصدرها الأغنام أو الإبل من خلال شرائها من مسلخ الذبائح المركزي أو من مطاعم ومطابخ «المندي»، وذكر أنه يحرص على جلب كبدة الذبائح البلدية فقط، كونها طازجة وتلبي ذوق الزبائن، مشيرا إلى أن سعر الكيلو من كبدة الغنم البلدي ارتفع مع موجة غلاء الأسعار الأخيرة، ووصل حاليا في شهر رمضان إلى 55ريالا، بينما كبدة الحاشي قفز سعرها إلى 45ريالا، وهو ما سينعكس على المردود المالي عليه كونه متمسكا بالبيع بالسعر القديم، ولن يرفعه على زبائنه كما هو الحال في المطاعم والمحلات التجارية التي رفعت أسعارها بمجرد ارتفاع سعر السلع من مورديها . مذاق خاص ونوه أبو يزيد أن بسطات الكبدة في منطقة جدة القديمة لها مذاق خاص، خاصة و أن غالبية سكان جدة يفضلون البلد القديمة في شهر رمضان المبارك، مبيناً أن هناك رجالا يأتون بعوائلهم و أطفالهم للمنطقة ليشاهد أطفالهم كيف كانوا يسكنون و يأكلون و يشربون، مبيناً أن الكبدة البلدي سعرها أغلى بكثير من الكبدة المجمدة و المستوردة، لهذا يفضلها البعض من راغبي التكسب، أما من يرغب بتقديم وجبة متميزة لزبائنه فإنهم يستخدمون الكبدة البلدي. « مشاكل بسيطة « وأشار رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار إلى أنه في بداية عمل البسطات في رمضان كانت هناك مشاكل بسيطة و تم تلافيها الآن منوهاً أن أغلب تلك المشاكل تتركز في النظافة و توفير الكروت الصحية للعاملين في هذ المجال بالاضافة إلى « مشاكل بسيطة « بين الجيران و انتهت الآن مشيراً إلى أن ما يهمنا في تلك البسطات مستوى النظافة و المستوى الصحي.