رغم توجيهات ولاة الأمر حفظهم الله بالعمل على وقف المتاجرة بالدم والسعي لنشر ثقافة العفو لوجه الله تعالى أو على الأقل حصول ولاة الدم على الدية الشرعية التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه، وليس أدل على ذلك من لجان إصلاح ذات البين المنتشرة في كافة مناطق المملكة ومحافظاتها، ولكن الملاحظ مما نقرأ ونسمع في وسائل الإعلام المختلفة وغيرها ما يقوض الجهود الحقيقية لتلك اللجان بسبب الجشع والطمع اللذان بدآ في التأصل في مجتمعنا، بدليل ملازمتهما لولاة الدم في معظم حوادث القتل عمدا كان أم خطأ إلا من رحم ربي. ومما لفت انتباهي مانشر في صحيفتنا عكاظ في يوم الجمعة 30/8/1430ه التي كانت ولازالت سباقة لما فيه خير وصالح المجتمع تحت عنوان «أسرة القحطاني تكابد الصعاب لتخليص رقبة ابنها من القصاص» وتناولت فيه قصة المواطن القحطاني الذي لايفصل رقبته عن تنفيذ الحكم الشرعي سوى عشرة أيام بسبب مبالغة أولياء الدم في الدية المطلوبة مقابل عتق رقبة القحطاني من حد السيف وهو الذي عجز خلال المهلة المحددة عن جمع المبلغ المطلوب المقدر بمليوني ريال. وبعيدا عن المبالغات يعد جمع مبلغ كهذا من سابع المستحيلات على المواطن العادي البسيط والأمل في الله ثم في الباذلين من أهل الخير خصوصا في الشهر الكريم أن يعملوا على حل معضلة القحطاني وغيره من المساجين، فيما يلهث أهلوهم عبثا في الأرض بغية جمع المبالغ التي حددها أصحاب الدم وبصفتي إنسان بسيط ممن يخشون نوائب الدهر، آمل أن تغشى الطمأنينة سكان هذه البلاد الآمنة آمل مواصلة نشر ثقافة التسامح في المجتمع وإعداد برامج توعية خاصة بهذا الجانب وبالذات ما يتعلق بالمبالغة في الديات بما يضمن الحقوق وإرساء العدل في البلاد والمساواة بين العباد وهو ما ينتفي والبدعة الجديدة الآخذة في الانتشار كانتشار النار في الهشيم. عبد الرحمن معدي الشهري جدة