فجأة تبدل كل شيء... والهدوء الذي كان يميز طرق وأرصفة حي الأجاويد جنوب محافظة جدة، أصبح من الماضي، إذ حولها هلال رمضان إلى مسلخ مكشوف يمتد على مساحات شاسعة لمن يريد أن يذبح على الطريقة العشوائية. ويستغل بعض الرعاة الذين يحاولون الكسب السريع ضعف رقابة الأمانة على الحي، في تعليق مشانق الذبح في الهواء الطلق دون الاكتراث لخطورة الطريقة البدائية في الذبح على صحة الإنسان، كما أن المواشي التي تقرر للذبح لا تخضع للفحص الطبي كما هي العادة في المسالخ النظامية. مشهد الدماء المنتشرة على الطرقات لا تشير إلى جريمة بحق صحة الإنسان فحسب وإنما يمتد تأثيرها السلبي على البيئة، التي لا تعني على ما يبدو أصحاب المشروع، إذ يلقون مخلفات الذبائح في الأراضي كيفما اتفق، وتترك الدماء حتى تتجمد على الأرصفة دون تنظيف، ما جعل المنطقة مأوى للكلاب الضالة والقطط. يقول سعيد العمري من سكان الحي: إن هذا المشهد يتكرر في كل رمضان من كل عام، إذ ينتشر الرعاة على أرصفة الحي وطرقه نتيجة قربه من حلقة المواشي، مشيرا إلى أنهم لا يكتفون ببيع ماشيتهم، بل يذبحونها للمشترين رغبة في زيادة مكاسبهم المالية، دون أدنى اكتراث بالأمراض الوبائية التي تسببها هذه المشاهد الدموية. وأضاف: إن ذبح المواشي بهذه الطريقة العشوائية، يؤدي إلى انبعاث الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الضارة في مختلف أنحاء الحي. ويطالب خالد الشميمري (ساكن) البلدية بتكثيف جولات فرق صحة البيئة في الحي لمنع مثل هذه التجاوزات ومعاقبة الرعاة الذين يذبحون المواشي في الهواء الطلق، والعمل على نقل الرعاة إلى الحلقة وإلزامهم بالطرق النظامية في الذبح كي لا يصاب السكان بالأمراض الخطيرة جراء تناول لحوم الذبائح التي لا تعرض على الفحص. ويشدد سعيد الغامدي (من السكان) على أهالي الحي عدم الشراء من هؤلاء الرعاة، بهدف إجبارهم على العودة بمواشيهم إلى الحلقة، خاصة وأن المواشي ساهمت في تلوث البيئة في الحي بشكل كبير، حيث لا يهتم الرعاة بإلقاء مخلفات الذبائح في حاويات النفايات بل يتركونها مرمية فوق الأرصفة وعلى الطرقات في منظر مزعج. من جانبه، أكد مصدر مسؤول في بلدية الجنوب أن فرق صحة البيئة تجري جولات ميدانية مستمرة داخل الأحياء الواقعة في نطاق عملها، لمنع مثل هذه الممارسات والتجاوزات المخالفة للأنظمة والتعليمات والحد منها داخل الأحياء السكنية. ودعا السكان لعدم الشراء من هؤلاء الرعاة، مشيرا إلى أن شراءهم منهم يشجعهم على التواجد في الحي بشكل مستمر وخاصة في شهر رمضان المبارك.