تحتضن المنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام أعدادا من البشر من مختلف الأعراق والأجناس، وكذلك بالعديد من القصص والحكايات، والمتجول في المنطقة المركزية يلفت انتباهه شباب سعوديون امتهنوا بيع الخضراوات والهدايا والكتب والأقمشة وسلع متنوعة تعج بها (بسطاتهم) الصغيرة في المنطقة المركزية. ويتخاطب هؤلاء مع زبائنهم من زوار المسجد الحرام والمعتمرين من مختلف الجنسيات بلغاتهم ولهجاتهم، فتجد بينهم من يتحدث التركية وآخر يتحدث الإندونيسية فيما يتقن الثالث اللغة البنغالية أو الأردية والعديد من اللهجات واللغات. لم يكن بسام الحربي الذي يعمل في محل لبيع السجاد، الوحيد بين أقرانه في تلك المنطقة المركزية ممن يتحدثون لغات زبائنهم، إذ يقول بالرغم من أن العمل متعب ومرهق ويتطلب التواجد المستمر، إلا أننا نشعر بلذة لا تضاهى جراء احتكاكنا المباشر مع مختلف الشعوب والأعراق. ويضيف: «بحكم تعاملي المستمر مع الحجيج والمعتمرين لسنوات متتالية، أصبحت أتقن عدة لغات مثل الإندونيسية والأردية والتركية، إضافة إلى بعض اللهجات العربية». من جانبه، قال مشاري الجحدلي الذي يتعامل مع الحجاج والمعتمرين منذ 10 سنوات اكتسب خلالها مهارة إتقان لهجات عدة، أن اللغات لا تتشابه فبعضها سهل التعلم مثل الأردية والأخرى صعبة النط، ولكننا استطعنا إجادتها بعد مدة طويلة وعلى رأسها اللغة التركية.