معظم الذين يتولون الوظائف العامة يطبقون المثل الشعبي القائل «إذا كنت راكبا هز رجليك»، ويعني هذا المثل الانتهازي أن على محتل الوظيفة العامة الاستفادة من مكانته الوظيفية بالقدر الذي يستطيعه وأن لا يكتفي بالاستفادة فقط بل يهز رجليه بعنف كما يفعل الراكب على البهيمة عندما يصفق ضلوعها وجنبيها برجليه حتى تسرع في السير وتوصله في أقصر وقت إلى هدفه الأخير، فيكون الهز هنا كناية عن وجوب العمل على الاستفادة القصوى من الوظيفة بطرق مشروعة أو غير مشروعة ويقال إن للمثل الشعبي المتقدم ذكره بقية أو تكملة هي: وإذا نزلت فلا أسف عليك!، فإذا ما علم أي انتهازي بأن جميع مكاسبه المعنوية والمادية من الوظيفة سوف تزول عنه بمجرد ترجله من موقعه الوظيفي، فإنه يصاب بالشلمة وهي كلمة شعبية مكية تعني النهم الشديد إلى المنافع أو المكاسب وصاحبها يقال عنه «مشلوم»، فتراه ينقض على الوظيفة انقضاض السبع أو الكلب على فريسته فلا يترك فيها لحما ولا شحما إلا أنشب فيه مخالبه ولا عظما إلى كسره ومصه، وكلما حصل على مزايا ومكاسب جديدة بأي طريقة كانت زاد نهمه وجشعه وخطط للحصول على أكثر مما حصل عليه من قبل غير محلل ولا محرم وقد يساعده في ذلك «جو عام» من الفساد المحيط به لا يسمح بالمساءلة أو لا يشجع عليها أو يجعلها صعبة ولذلك فإن العديد من الذين يعتلون الوظائف العامة سواء كانت صغيرة أو متوسطة أو كبيرة يقعون تحت تأثير المثل الآنف الذكر ويقتدون بمن كان قبلهم في الوظيفة، خاصة إذا علموا أنه قد هز رجليه سنوات طويلة فخرج من ذلك الهز بمكاسب مادية ومعنوية جليلة وإذا سئل هؤلاء من باب التذكير عن يوم الله أجابوا سائليهم باستخفاف قائلين يوم الله.. عند الله! أو أنهم يوردون آيات الرحمة والمغفرة وينسون آيات الحساب والعذاب وهم في الوقت نفسه يعتبرون الناصحين المنبهين مجرد أناس سذج عجزوا عن أن يكونوا مثلهم فهم في نظرهم من أعداء النجاح؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة