إذا أراد المكيون وصف حالة من شدة الجشع والتكالب على المادة فإنهم يصفونها بأنها «شلمة» وفاعلها، «مشلوم» وقد ظهر لي أن أفرادا وجماعات من شعبنا الأبي يعانون من الشلمة حتى أنهم لا يسمعون شائعة عن وجود مكسب مادي قريب أو مساعدة سوف توزع أو جائزة سوف تمنح إلا وتشهد الشوارع والساحات المحيطة بالموقع زحاما شديدا قد لا يحصل مثله في بلاد تعاني من مجاعات حقيقية وليس مجرد حاجة أو فقر، بل إن صور الشلمة قد يكون أبطالها ليسوا فقراء مدقعين وإنما هم في خير ولديهم فضول أموال ولكنهم يتزاحمون على ما يعتقدون أن فيه مكاسب أو جوائز كما حصل خلال طفرة الأسهم عندما أعلن عن اكتتاب في إحدى دول الخليج القريبة فسارعت مجموعات من شعبنا الأبي، وأخذت «تتبطح» على أرصفة الشوارع وفي الحدائق انتظارا لموعد الاكتتاب، مع أن أبناء الدولة نفسها، لم يتصفوا بالمستوى نفسه من الشلمة الأمر الذي جعل الزاحفين المنبطحين موضع تندر ممن رآهم من العابرين، وقبل ذلك لقي شخص مصرعه على أبواب محل تجاري في جدة بعد تدافع وزحام بين حشود تجمعت وتكالبت لأن ذلك المحل التجاري أعلن عن وجود جوائز قيمتها خمسمائة ريال فقط لا غير! وما أعادني إلى ما ذكر آنفا صور صحفية نشرتها إحدى الصحف قبل أيام عن حشود بشرية تجمعت على أبواب مكتب الضمان الاجتماعي في إحدى المحافظات إثر شائعة أطلقها أحد الأشقياء عن وجود مساعدات سوف يقدمها المكتب للمحتاجين فجاءت الوفود وهي مصدقة بما سمعت لتتكدس على أبواب المكتب وتسد الطريق، فهل ما حصل ناتج عن شدة الفاقة التي تدفع الإنسان إلى تصديق الشائعة التي تروى عن وجود مساعدات أم أنه ناتج من الشعور بالشلمة التي تجعل المحتاج وغير المحتاج ينطلقون وراء ما يروج من شائعات وأين هو الإباء والأنفة التي نتحدث عنها ونفخر بها ونعتبر بما يشبه الجزم أنها من خصالنا الخاصة.. أين ذلك كله؟!، ولعل الشلمة قد أصبحت إحدى خصائصنا البارزة حتى أنه لو تم عمل مسابقة عالمية حول مستوى الشلمة لدى الشعوب فإن شعبنا الأبي قد يحتل مركزا متقدما في القائمة بحق وبلا ادعاء!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة