فرحت كثيرا عندما سمعت بإطلاق سراح الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد اللذين تم اختطافهما بخدعة أمريكية دنيئة في ألمانيا ثم نقلا إلى أمريكا وتمت محاكمتهما بتهمة تمويل الإرهاب أي دعم حركة حماس وحكم آنذاك «2003م» بسجن الشيخ المؤيد 75 عاما ومارفقه 45 عاما. كان ذلك في عهد «بوش» الذي جعل تهمة الإرهاب سيفا مصلتا على كل من لا يقف معه، ومع مبادئه السيئة التي حاول فرضها بالقوة على الجميع. مكث الشيخ المؤيد ومرافقه ست سنوات وسبعة أشهر في السجون الأمريكية، ولكن محكمة الاستئناف أصدرت حكما في شهر أكتوبر 2008 قضت فيه بنقض الحكم الصادر بحقهما بحجة أن القضية مبنية على شهادات غير ذات صلة... ومع أن القضية بنيت على باطل منذ بدايتها إلا أن إطلاق سراح الشيخ كان مشروطا باعترافه بتقديم مساعدة مالية لحماس، ويبدو أن المحمكمة أرادت من هذا الشرط تقديم تبرير مهما كان هزيلا لفعلتها الشنعاء وكأن مساعدة المظلومين في غزة سواء كانوا من حماس أو سواها جريمة يعاقب عليها القانون!! الأمريكان للأسف يطبقون شريعة الغاب على الضعفاء فتقديم مساعدة من آلاف الدولارت لحماس يعد جريمة في عرفهم ولكن أن يقدموا هم مليارات الدولارات وأسلحة فتاكة ومحرمة دوليا لليهود استخدموها في إبادة الآلاف لا يعد جريمة في قوانينهم، فالقوي يفعل ما يشاء، فمن ذا الذي يجرؤ على محاسبته!! الشيخ المؤيد ومرافقه عادا إلى بلدهما بعد معاناتهما الطويلة مع الآلام في السجون الأمريكية، واعتقد أنهما سينسيان آلامهما لكنهما لن ينسيا ظالميهما كما أن العالم لن ينسى ما فعلته أمريكا بهما وبغيرهما.. الشيء المفرح وإن كان عاديا ذلك الاستقبال الجيد الذي حظي به المؤيد ومرافقه، كان الرئيس اليمني على رأس مستقبليه مع آلاف الناس الذين جاؤوا للترحيب به في بلده، وبطبيعة الحال وكان وراء ذلك الاستقبال مغزى آخر مع الفرح بعودة الشيخ؛ كأن هؤلاء أرادوا أن يؤكدوا معرفتهم بالظلم الذي وقع عليه، وأنه بريء من كل ما قيل عنه.. أقول: فرحت للشيخ كما فرحت للحق الذي بدأ يظهر شيئا فشيئا، وأتمنى أن يأتي يوم قريب أفرح فيه ويفرح معي كل أبناء بلدي وذلك عندما يتم الإفراج عن السجين المظلوم حميدان التركي الذي لفق له الأمريكان تهمة باطلة لأنه رفض التعاون معهم فحكموا عليه بالسجن قرابة الثلاثين عاما!! قضية حميدان أصبحت هاجسا لكل السعوديين، وأعرف أن كل المسؤولين في بلادنا تحركوا من أجله، فعلوا الكثير، وسيفعلون أكثر لأن «حميدان» مواطن مخلص من أهل هذه البلاد، ومن حقه أن يلقى عناية تتلاءم مع المحنة التي يعاني منها.. الذين دافعوا عن حميدان في أمريكا أمام القضاء أكدوا أن الظلم واضح في قضيته، وأن التلفيق أكثر وضوحا، وأنها قضية سياسية بامتياز، وأن الحديث عن التحرش الجنسي مختلق من أساسه.. حميدان يقبع في أحد السجون الأمريكية ومن المؤكد أن معاناته كبيرة ولا يدركها إلا من عانى مثلها. من المؤكد أنه يفكر كثيرا في والدته وزوجته وأبنائه الصغار. ومن المؤكد أنه يفكر في وطنه وأبناء وطنه والحياة في ذلك الوطن. مرة أخرى.. أدرك أن المسؤولين في بلادنا لن ينسوا ابنهم حميدان ولعل الظروف الحالية في أمركيا وفي ظل رئيسها الجديد تجعل أمر إطلاقه ممكنا.. وأقول للأمريكان: كما أنكم تعملون كل شيء من أجل مواطنيكم مهما ارتكبوا من أخطاء فإن عليكم أن تدركوا أن الآخرين يحبون أبناءهم ولا يحبون ما تفعلونه بهم.. أتطلع إلى رؤية حميدان قريبا بين أبنائه وأهله ومواطنيه وما ذلك على الله بعزيز. * أكاديمي وكاتب للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة