وصفت اليمن الحكم الذي اصدرته محكمة امريكية ضد الشيخ محمد المؤيد وقضى بسجنه 75 عاما بالجائر وغير المتوقع معربة عن أسفها البالغ. وقال الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية في تصريحات صحافية «لم نكن نتوقع بكل المعايير أن يصدر الحكم بهذا الشكل الجائر جداً ، ونحن نعبر عن الأسى ان يؤاخذ الشيخ المؤيد برصيده الإنساني الذي يقوم به ، وأن يصدر ضده هذه الحكم بناءً على وشاية مخبر» . وأضاف القربي «أعتقد بأن الوصف الذي صدر عن محامي المؤيد هو ادق توصيف للحكم والذي وصفه بالجائر وتأكيده تجاهل القاضي لمجموعة من الجوانب القانونية التي منها إدخال قضية دعمه لطالبان وهي التهمة التي برئ منها، مؤكدا استئناف الحكم بناءً على ذلك» . وكان اليمن رفض تسليم المؤيد للولايات المتحدة لأن ذلك سيخضعه لقوانين وتشريعات أمريكية ليست مطبقة في انحاء العالم . وقال القربي «العمل السياسي حول القضية سيأخذ مجراه بالإضافة الى الجانب القانوني الذي سيجري تفعيله من خلال الإستئناف و نأمل ان يضع الاستئناف الأمور في نصابها الصحيح». وكانت محكمة بروكلن الأمريكية حكمت بسجن المؤيد 75 عاماً مع تغريمه مليوناً وربع المليون دولار . فيما ارجأت المحكمة الحكم ضد مرافقه محمد زايد الى سبتمبر القادم. وكانت واشنطن اتهمت المؤيد بدعم القاعدة ب 20 مليون دولار وكذا دعم حركة حماس. ونصبت واشنطن فخاً للمؤيد عن طريق مخبر يمني يدعى محمد العنسي حيث تم اعتقاله في المانيا في يناير 2003 ومن ثم تسليمة لامريكا في نوفمبر 2004م. هذا واعتبر حمود هاشم الذارحي رئيس اللجنة الشعبية للتضامن مع المؤيد و رفيقه زايد، الحكم الذي بأنه حكم ضد مليار ونصف المليار مسلم يدعمون القضية الفلسطينية، وقال الذارحي «الموضوع مؤشر لزوال الإدارة الأمريكية الحالية إن شاء الله ونظامها الظالم الذي بلغ ذروة الظلم والطغيان» متحدثا عن ما أسماه «العد التنازلي لها»، ومدللاً «بإنعدام نزاهة القضاء الذي كان يتمتع به» . وأكد الذارحي ان الكرة الآن في ملعب الحكومة اليمنية واعتبره اختباراً لها ، وقال «مادمنا مشاركين في مسألة مكافحة الإرهاب ، فهي تستطيع أن تضغط للإفراج عنهما »، مضيفاً «انه ابتلاء للشعب اليمني الذي يجب عليه ان لا يسكت، وهو في نفس الوقت حكم على مليار ونصف مسلم يدعمون الفلسطينيين ويقفون إلى جوارهم». من جانبة وصف المحامي خالد الآنسي المكلف بمتابعة القضية من قبل الرئيس علي عبدالله صالح الحكم بالسياسي مؤكدا أنه سيتم اللجوء إلى محكمة الاستئناف والطعن في حكم المحكمة الابتدائية الذي صدر وربما المحكمة العليا. واضاف:«أن الحكم هو بمثابة رسالة للشعوب الأخرى بأن أمريكا تفرض قانونها وسلطاتها القضائية إلى خارج أراضيها ويجب أن يخضع الجميع لها.» عائلة المؤيد بدورها وصفت الحكم بأنه «قرار سياسي وليس جنائيا وأنه قرار ظالم وباطل» مؤكدة عزمها على استئناف قرار الحكم ومناشدة الحكومة اليمنية بالقيام بواجبها في الدفاع عن حقوق رعاياها. وقال الشيخ عباس علي المؤيد شقيق محمد المؤيد «سيكون هناك فقدان ثقة بالعدالة الأمريكية لأنه لأول مرة يصدر حكم بهذه القسوة لمجرد أن الشيخ المؤيد كان يدعم الفقراء والمحتاجين في فلسطين دعماً إنسانياً لا يختلف عن الدعم الذي تقدمه الدول والمنظمات الدولية للشعوب المنكوبة في العالم». ودعا عباس المؤيد الحكومة اليمنية لأن تقوم بواجبها في رعاية مواطنيها والدفاع عنهم لأن قرار الحكم كان قراراً سياسياً وليس جنائياً كما دعا من وصفهم ب أحرار العالم من أفراد ومنظمات إنسانية وحقوقية للتآزر واستنكار قرار الحكم الظالم معتبراً أن قضية الشيخ المؤيد هي قضية اليمن وكل إنسان يحب الحرية والعدالة ويدافع عن الظلم . نجل المؤيد زكريا قال ان الحكم «باطل وظالم لأنه حكم على أشياء ممنوعة في الولاياتالمتحدة وليس ممنوعة في اليمن وهي التعاطف مع الشعب الفلسطيني ومساعدته في امتلاك أسبب العيش الإنسانية من طعام ومسكن ودواء» . من جانبه شجب ابن الشيخ المؤيد الحكم. وقال زكريا المؤيد لرويترز «صدمنا من الحكم أنه حكم باطل». واستطرد «إذا كان تقديم الدعم للشعب الفلسطيني جريمة في الولاياتالمتحدة فهو ليس جريمة في اليمن واذا قبلنا هذا الحكم علينا أن نسجن ملايين اليمنيين» الذين تبرعوا بالطعام والملبس والدواء للفلسطينيين.