يدرس الاتحاد السعودي لكرة القدم ملف السماح للنساء في صحبة عائلهن بدخول الملاعب السعودية خلال الفترة المقبلة ليتسنى لهن متابعة مباريات كرة القدم، وبحسب تقرير نشرته صحيفة «شمس» أكدت أنه في حال استيفاء الدراسة والحصول على موافقات الجهات ذات الاختصاص خلال الموسم الجاري فإن عملية التطبيق ستنطلق جزئيًا ابتداء من الموسم الرياضي المقبل، وتحديدًا في الملاعب الكبيرة بالمدن الرئيسية الرياضوجدة والدمام، والدراسة المنظورة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الاتحاد السعودي لكرة القدم تضمنت عدة جوانب أهمها كيفية التطبيق الصحيح لعملية دخول العائلات دون أي مضايقات وتوفير الأجواء المناسبة للاستمتاع بالحضور وذلك من خلال تحديد بوابات دخول منفردة ووضع كابينات عائلية لمتابعة المباريات بعيدا عن الاختلاط بجماهير الدرجات الأخرى، «الرسالة» رصدت ردود أفعال المجتمع حول في ثنايا الاستطلاع التالي: بداية رأى حسين قعنبور أن من حق المرأة الدخول إلى الملاعب ومشاهدة المباريات، وأيدت نورة العجيان التفكير جديًا في تنفيذ المقترح، وقالت: أتحمس بشدة لدخول المرأة إلى منصات الملاعب، لأنه حقها الطبيعي، كما أؤيد إنشاء ملاعب في مدارس البنات تخدم حصص التربية البدنية، بينما رفضت إيناس عبدالله الدخول إلى الإستاد وقالت: لا أوافق، لا يليق، لكن إذا كانت المباراة نسائية والإستاد كله بنات ممكن، وشاركها الرأي فيصل القوس وبرر رفضه بالقول: سيتعرضن للأذى والتحرش لأن أغلب مرتادي الملاعب قد لا يلتزمون بحدود اللياقة، التي تقتضيها الآداب العامة. في الإطار نفسه قال عيسى بن عقال المزروعي: لا أؤيد، لأن ربها منع اختلاطها بالرجال خصوصًا في أماكن اللهو واللعب، وحق ربها مقدم على حقوقها، ومن جانبها شددت أميرة محمد، على أهمية تمتع المرأة بحريتها لكنها قللت من قيمة ممارسة المرأة لأمر كهذا، وقالت: إن طبيعة كرة القدم وما تنطوي عليه من خشونة يتناقض مع طبيعة المرأة واهتماماتها المفترضة. غض البصر وعلى صعيد متصل رفض محمد عباس حكمي الفكرة وقال: أرفض، لقوله تعالى: «قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن». غض البصر هنا ليس عن الرجال الأجانب فمن يحل لها أن تتفرج على لاعبين وخاصة أن لباسهم غير ساتر، وتحفظت نجلاء المزين على دخول المرأة إلى الملاعب بالنسبة لنفسها سدًا للذرائع وأيدت الفكرة بالنسبة لغيرها، وبدوره رفض تركي العتيبي مبررًا رفضه بعدم تهيئة الملاعب لتطبيق المفكرة والتي تقتضي تصميمات خاصة للمداخل والمخارج والخدمات بحسب رأيه، ورفضت حمدة العنزي الفكرة وقالت: إن ثقافة المجتمع للمرأة ونظرته إليها ستوقعها في مشاكل إن هي مارست ذلك الحق، لذا لا أرى ضرورة له، وفي المقابل أيد عبدالله السعيد الفكرة وقال: أؤيد وذلك لعدم وجود مانع شرعي بحسب رأيي، والمنع لا يستند إلى أي دليل وهو مجرد اجتهاد قائم على الاستنباط. تحتاج نظر من جانبه شدد المحامي والقانوني أ. ماجد الفهد على أهمية دراسة الفكرة وإمعان النظر فيها وقال: فكره دخول المرأة إلى منصات التشجيع تحتاج إلى تأمل ونظر من أكثر من جهة، فمن الناحية القانونية هل سيتم فصل المدرجات نهائيًا أم سيكون مختلط مع العلم أن النظام المعمول به حاليًا لا يجيز ذلك؟، ومن الناحية الاجتماعية هل ستقبل الشعب القرار في حالة اتخاذه؟ وهل هناك حاجة تدعو إليه؟ وأضاف المرأة تحتاج إلى نيل حقوقها الأساسية ثم الانتقال إلى الأمور الثانوية، خاصة أن المباريات تشهد عدم انضباط امني وسلوكي من قبل أكثر المتفرجين، وعاد إلى القول بأن المقترح في حاجة إلى تأمل وتفكير في كافة أبعاده حتى لا يكون القرار المتخذ بشأنه ارتجاليًا. منصة الفروسية وأكد رجل الأعمال بدر الراجحي أن للنساء منصة في الفروسية وقال: في الفروسية توجد منصة خاصة بالنساء، بدون اختلاط مع الرجال و منذ سنوات، وتساءل متعجبا هل كان ذلك بدون تصريح؟! إشاعة للفتنة ومن ناحيته قال المستشار الأسري أ. ياسر بن أحمد الشجار:لا أجد حرجا في السماح للمرأة بدخول منصة التشجيع إذا أمنت الاختلاط المحرم فقد كانت قريش تخرج النساء في الحروب من أجل تشجيعهن على القتال ولكني أيضا لا أجد مصلحة ملحة من خروجهن والسماح لهن، فالله تعالى يقول: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ». ومن جهة أخرى أجد أن السماح للمرأة بالدخول في هذه الأماكن إشاعة للفتنة والفاحشة بطريق غير مباشر لأن القصد منها اللهو واللعب والله توعد من رمى لهذا القصد فقال: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ». وأضاف: وإن كان وقت منسوبي رعاية الشباب يسمح بدراسة هذا الأمر فمن الأفضل دراسته بشكل محافظ ومنطلق من منهجنا وشريعتنا الإسلامية وحفظ الحياء العام، والأولى دراسته والسماح بدخول العائلة بمحرمها، تفاديا للمشاكل الأخلاقية والسلوكيات الخاطئة، فما شاهدناه من صور سابقة لبعض المشجعات في منصات التشجيع وتزاحمها مع الشباب مخل للآداب والقيم والأخلاق وهذا يتعارض مع تعاليمنا الإسلامية ومع أعرافنا الاجتماعية وتربيتنا السليمة، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.