يقوم حاليا مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث (كوثر) بدعم من صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند)، بإعداد وثيقة توجيهية تتضمن رؤية مستقبلية حول «النوع الاجتماعي والإعلام العربي». وهي وثيقة معنية بإنصاف المرأة في وسائل الإعلام على مستويين: أحدهما يتصل بالمرأة موضوعا ومادة إعلامية، والآخر يتصل بها عاملة ومسهمة في النشاط الإعلامي. وهذا الموضوع الذي تعالجه الوثيقة مهم جدا، كما أن مجرد فكرة إصدار وثيقة عربية حول (النوع الاجتماعي في الإعلام العربي)، موجهة إلى الحكومات ووزارات الإعلام والهيئات والمؤسسات الإعلامية العربية، هي في حد ذاتها فكرة رائدة بلاشك، ويتوقع منها النفع متى تحقق الالتزام بها. وأظن أن من الحق، توجيه الشكر والتقدير إلى مركز المرأة العربية للتدريب والبحوث في تونس (كوثر)، على تبنيه إنجاز هذا المشروع المهم والنافع، فبلورة ميثاق عربي حول (النوع الاجتماعي) في الإعلام، هي مسألة مهمة وضرورية لمعالجة قضايا النوع الاجتماعي في عالمنا العربي. ولكن علي، قبل أن أستطرد في الحديث عن الوثيقة، أن أتوقف قليلا لتوضيح المراد بمصطلح (النوع الاجتماعي). (النوع الاجتماعي) مصطلح جديد في لغتنا العربية تعارف عليه المختصون في الدراسات الاجتماعية والنقدية ليكون ترجمة تقابل مصطلح (جندر) في اللغة الإنجليزية، الذي يعبر عن دراسة العلاقات المتداخلة بين الرجل والمرأة في المجتمع، وهي علاقات محكومة بعوامل اقتصادية وسياسية وثقافية، تطرح ظلالها على النظرة الاجتماعية إلى كل من المرأة والرجل وما ينسب إليهما من أدوار وعمل. ومصطلح (النوع الاجتماعي) صار يستعمل ليعبر عن الاختلاف بين الرجل والمرأة خارج نطاق الاختلاف البيولوجي. وذلك بعد أن عمد المتبنون لهذا المصطلح إلى تقسيم النوع إلى قسمين: (النوع البيولوجي) الذي تتمثل فيه اختلافات بيولوجية بين المرأة والرجل وهي اختلافات ثابتة غير قابلة للتغير من مجتمع لآخر أو من عصر لغيره. (والنوع الاجتماعي) الذي تتمثل فيه اختلافات مصطنعة بين الرجل والمرأة، بفعل عناصر مادية ومعنوية تشكل ثقافة المجتمع وتحدد ما يسند فيه إلى المرأة والرجل من أدوار. ولأن هذا النوع من الاختلاف ليس فطريا وإنما هو من نتاج ثقافة المجتمع فإنه غير ثابت مثل الاختلاف البيولوجي وهو خاضع للتغير كلما تغيرت العناصر المشكلة للثقافة في المجتمع. وهذه الوثيقة استخدمت مصطلح (النوع الاجتماعي) لتعبر عن اهتمامها بمعالجة قضية التعامل مع المرأة في وسائل الإعلام، من خلال هذا المنظور الجديد للاختلاف بين الرجل والمرأة، ذلك المنظور الذي يرى أن ما كان من اختلاف غير بيولوجي بين الجنسين، هو اختلاف خاضع للتغيير والإصلاح متى كان فيه ما يسيء إلى المرأة أو يغمطها حقها. وللحديث بقية فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة