«الإعلام عمل متجدد ويحتاج إلى تطوير بشكل مستمر في المضمون والتقنية» بهذه الكلمات بدأ وكيل الوزارة المساعد لشؤون التلفزيون المهندس صالح عبد العزيز المغيليث حديثه مع «عكاظ»، مشيرا لرحلة تطوير التلفزيون السعودي الذي خطا خلال السنوات الماضية خطوات جيدة، حيث بدأ بقناة واحدة وساعات محددة في اليوم ومع العمل الدؤوب والتطوير المستمر شمل الآن أربع قنوات، بالإضافة إلى أن القناة الأولى والثانية تبثان 24 ساعة، كما يجري الترتيب في الفترة القريبة المقبلة لبث قناة الإخبارية 24 ساعة، وفيما يلي نص الحديث: * ماهى التطورات التي لامستموها بعد تولي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ؟ **وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة له توجه كبير في أن يطور التلفزيون من ناحية المضمون والشكل والتقنية في آن واحد، وأول ما بدأنا بالتغيير في القناة الأولى وكان في مناسبة يوم «البيعة» بإطلاق شكل جديد وتغيير الفواصل وتحديث لنشرات الأخبار، بالإضافة إلى إطلاق بعض البرامج الاقتصادية والاجتماعية، وهذه تعتبر خطوة أولى مهمة في تطوير القناة الأولى، كما وجه الوزير بتطوير البرامج الثقافية والتراثية والشعرية. يضاف إلى ذلك أن القناة الإخبارية مقبلة على تطوير شامل، فنحن الآن في دراسة للنواحي الفنية والإدارية والبرامجية، وكل ذلك لم يكن يتم لولا دعم وزير الثقافة والإعلام من جميع النواحي الإدارية والمالية. أيضا هناك تغييرات في قناة الإخبارية، منها إطلاق برنامج «أموال واتجاهات» يحاكي السوق السعودية والأسواق العالمية ويعتبر إنتاجا ذاتيا ومن مجهودات الزملاء، بالإضافة إلى إطلاق 12 برنامجا جديدا واستحداث شارات متنوعة، ويوجد توجه لتطوير الاستوديوهات تقنيا بنظام جديد عالي الدقة، وبدأنا ببعض الاستوديوهات منها : استديو قناة الإخبارية، والآخر تبث منه قناة الرياضية، وجار تطوير باقي الاستوديوهات بالتنسيق مع إدارة المشاريع للشؤون الهندسية لتحديث استوديوهات القناة الأولى واستديو نشرات الأخبار. الخطوط الحمراء * هناك برامج تبث مباشرة في التلفزيون السعودي توقفت بسبب «تجاوزات بعض المشاهدين» والتي كانت تعبر عن رأيهم الصريح ومن بينها برنامج «من المسؤول» على قناة الإخبارية وبرنامج «صاحب القضية» ، وبرنامج «الحدث». فهل معنى ذلك أن هناك خطوطا حمراء لايمكن تجاوزها؟ ** هذا غير صحيح، لا يوجد أي قيود فهذه البرامج وغيرها استهلكت فترة معينة ومع طوال فترة عرضها أصبحت رتيبة، لذلك ينظر في وضع مثل هذه البرامج إما تطور أو توقف لبث برامج أخرى جديدة. والرقابة ليست عائقا فالسياسة الإعلامية لها سياسة ونمط معين ويجب علينا أن نحترم المسؤول في أي قطاع حكومي، فنحن مع الانتقاد البناء دون تجريح. * كيف يمكن المواءمة بين توجيهات وزير الثقافة والإعلام بتحسين أوضاع المتعاونين في التلفزيون وصدور قرار بتخفيض مستحقات المتعاونين بواقع 30% من مخصصات كل قناة ؟ عندما اجتمع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة معنا بحثنا عدة قضايا إدارية ومالية وتقنية ووجدنا أن الحل الأمثل هو تفعيل موضوع المؤسسة العامة، لأن البقاء في وضعنا الحالي لا يعطينا فرصة للحركة الإدارية والمالية، وتم الرفع للمقام السامي بتفعيل المؤسسة، والموضوع قطع شوطا كبيرا وإجراءاته على وشك الانتهاء، وفي حال تطبيقه سيكون هناك تحسين كبير لأوضاع المتعاونين، بالإضافة إلى وجود كادر وظيفي وسلم رواتب جديدين يتماشيان مع حجم العمل مع الأشخاص العاملين، كما سيتم دفع مكافآت للمبدعين كتحفيز لهم. رسالة سامية * في ظل تزايد عدد القنوات الفضائية وتنوع ما تطرحه ألا تخشون المنافسة ؟ ** التلفزيون السعودي له مكانة كبيرة في البث التلفزيوني وله جمهور كبير خاصة مشاهدي البرامج الدينية والثقافية، لذلك كثير من القنوات الفضائية تحاول أن تنافس التلفزيون السعودي، بالإضافة إلى أن اتساع مساحة المملكة وكثرة عدد سكانها وقوة اقتصادها جعلها سوقا خصبة للإعلان، فرغم الأزمة الاقتصادية لم نتأثر في تراجع الإعلانات التلفزيونية، كما نجد أن جميع القنوات تصب توجهها للسعودية من أجل منافستنا في الإعلانات التجارية. فنحن نشعر بقيمتنا وتوجهاتنا وسياستنا الإعلامية الموزونة فلا ننسى أننا في بلد الحرمين الشريفين ولدينا رسالة سامية وإذا كانت نظرة المنافسة عند البعض هي أن ننافس القنوات بما تقدمه من برامج غير مناسبة لطبيعة مجتمعنا فهذا غير صحيح، فنحن نقدم للمشاهد مايفيده وليس مايطلبه ونحرص أن نقدم له ما يبنيه ويثقفه ضد الثقافات المبتذلة فبعض القنوات هدفها ربحي.. وأحب أن أقول للمشاهدين إن التلفزيون السعودي مقبل على طفرة تطويرية كبيرة من الناحية البرمجية والتقنية، فالتلفزيون لديه رسالة وهدف سام ومصداقية في جميع المواد التي نقدمها، ونأمل أن نصل إلى كل بيت من خلال البرامج المناسبة لمجتمعنا بحيث يثق كل رب أسرة بما يشاهده أبناؤه.