سعادة رئيس تحرير صحيفة «عكاظ».. المحترم اطلعنا على المقال المنشور في صحيفتكم في العدد رقم 15677 الصادر في تاريخ 7/8/1430ه للكاتب محمد أحمد الحساني، تحت عنوان (أفكار مهداة لهيئة السياحة!). ونود في البداية أن نعبر عن شكرنا لجريدتكم الموقرة وللكاتب الكريم على الاهتمام بالكتابة عن السياحة المحلية وتناول القضايا المتعلقة بها، مؤكدين اهتمام الهيئة وبتوجيه مباشر من سمو رئيسها بمتابعة كافة ما ينشر في الصحف من مقالات وموضوعات صحفية عن السياحة في المملكة. وإذ نقدر ما طرحه الكاتب من ملاحظات فإننا نود إيضاح التالي: أولا: طالب الكاتب بأن لا يطبق على الكبائن والشقق والاستراحات الموجودة في المدن السياحية نظام تحديد الساعة الثانية ظهرا لخروج المستأجرين، مشيرا إلى صعوبة تطبيق هذا الشرط الفندقي مقترحا أن يكون الحد الأقصى لوقت الخروج في الساعة الخامسة عصرا. ولاشك أننا نتفق مع الكاتب في ضرورة التعامل مع نزلاء الاستراحات والكبائن في المدن السياحية بالشكل الذي يسهم في إقبالهم على هذه الخدمات وألا تعامل هذه الاستراحات معاملة الفنادق لاختلافها عنها من حيث التنظيم والإمكانات، ونشير في هذا الصدد إلى أن الهيئة من خلال تنظيمها الجديد الذي أقره مجلس الوزراء هي مسؤولة عن مرافق الإيواء السياحي (الفنادق والوحدات السكنية المفروشة) في الوقت الحاضر (بما فيها الفنادق والشقق الفندقية في المدن السياحية التي يطبق عليها ما يطبق على بقية مرافق الإيواء السياحي)، أما الكبائن والاستراحات سواء في المدن أو على الطرق فتخضع لرقابة أجهزة حكومية أخرى في المناطق، وتسعى الهيئة حاليا لإعداد دراسة مع الأجهزة الحكومية المعنية لتحدد إجراءات تحسين الخدمة في الخدمات والمرافق التي يستخدمها السائح. وفيما يتعلق بارتفاع أسعار الشقق والكبائن والاستراحات السياحية، فإننا نشير إلى أن الهيئة رغم إشرافها حاليا وفقا لتنظيمها الجديد على تنظيم أداء الخدمات الفندقية والوحدات المفروشة، إلا أنها لا زالت من الناحية النظامية تطبق نظام الفنادق ولائحته التنفيذية الخاص بوزارة التجارة والصناعة، وهذا سيستمر حتى يصدر نظام السياحة الذي سيحل محل نظام الفنادق، والذي أخذ فيه اعتبار مستوى الجودة النسبية في الخدمة المقدمة مقارنة بما يقدم من مبالغ، وكذلك الأخذ بالاعتبار المواسم والإجازات. ولمعالجة نواحي القصور ومواكبة المستجدات الحديثة في عالم الفندقة، ولحماية حقوق المستثمر والمستخدم في نفس الوقت، فقد رفعت الهيئة إلى الدولة دراسة متخصصة تم إجراؤها من قبل مكتب استشاري مؤهل للخروج بسياسة واضحة لتسعير الخدمات الفندقية تساعد على نمو الاستثمارات وتحمى حقوق المستفيدين من تلك الخدمة. وقد تم الإبقاء على الأسعار الحالية التي كانت مطبقة من قبل وزارة التجارة كما هي حتى يتم إقرار الدراسة والخروج بالتعديل الجذري الذي سيتزامن أيضا مع إعلان التصنيف الجديد لكافة مرافق الإيواء السياحي، وذلك لتحقيق التواؤم بين الخدمة المقدمة والسعر المعروض لهذه الخدمة. كما أن الهيئة تأمل من المستخدمين لخدمة الإيواء السياحي أن يتعاونوا معها للإبلاغ عن أية مخالفة، سواء في تدني الخدمات الرئيسية المقدمة بالذات (السلامة والنظافة) أو عند عدم إعلان الأسعار في أماكن واضحة بالاستقبال، لتقوم الهيئة بدورها الرقابي واتخاذ ما يلزم لضبط المخالفات. أما بالنسبة لأسعار الكبائن والاستراحات والخدمات الأخرى في المدن السياحية فهي تخضع لجهات أخرى، والهيئة العامة للسياحة والآثار كثيرا ما ناشدت الإخوة المستثمرين دعم السياحة المحلية من خلال الأسعار المناسبة التي تسهم في إقبال المواطنين على المدن السياحية وبما لا يؤثر على المستثمرين. وحول تشجيع السياحة الداخلية في بقية فصول العام نشير إلى أن التخفيف من موسمية السياحة في مختلف مناطق المملكة هو من أهم التحديات التي تواجهها الهيئة في سبيل تطوير وتنمية صناعة السياحة في المملكة، حيث إن ذلك يتطلب توفير منتجات وخدمات سياحية يتم تسويقها بطرق مختلفة ولأسواق مختلفة عن تلك التي تهتم بموسم الصيف. وتسعى الهيئة إلى التخفيف من الموسمية في السياحة المحلية ومن ذلك الموسمية في المناطق الجبلية وغير الجبلية من خلال محاور متعددة منها تحفيز الاستثمار في منشآت سياحة تناسب مختلف أوقات العام، وتوفير خدمات سياحية في جميع الأشهر، مع العمل على تطوير فعاليات ومهرجانات سياحية يكون لها تأثير على الجذب السياحي في غير أوقات المواسم المعروفة. وقد تم خلال السنوات الماضية تنظيم عدد من هذه المهرجانات والفعاليات منها: مهرجان عسير البحري في فصل الشتاء، ومهرجان الورد الطائفي ومهرجان العسل في رجال ألمع، ومهرجان الزيتون في الجوف وغيرها، وتتوفر الآن روزنامة فعاليات سياحية على مدار العام، وفي مختلف مناطق المملكة، وتغطي معظم شهور العام، وهذه يمكن الحصول عليها من خلال روزنامة الفعاليات الإلكترونية المتاحة على موقع الهيئة على العنوان التالي: event.scta.gov.sa. كما أن الهيئة تعمل مع شركاء لتطوير السياحة المرتبطة بالمؤتمرات والاجتماعات والمعارض أو ما يعرف بسياحة الأعمال لجذب السياح لمناطق المملكة، خصوصا في الأوقات التي تشهد انخفاضا كبيرا في عدد السياح وذلك من خلال عقد المؤتمرات والمعارض التي تجذب الكثيرين إلى تلك المناطق.. كما تعمل الهيئة على تنفيذ الحملات الإعلانية لتحفيز السفر والرحلات إلى الوجهات السياحة المحلية في الأوقات غير الموسمية. ماجد بن علي الشدي مدير عام العلاقات العامة والإعلام