عادة ما تأخذ جلسات استماع الكونغرس الأمريكي نفس الشكل العتيق المتلخص في مجموعة من الشهادات التي تفتقر للمعلومات التي تركز فقط على الإدانة المدوية لسلوك الحكومة السودانية في إقليم دارفور وتطالب بزيادة العقوبات الأمريكية لانتزاع الرد الإيجابي من الخرطوم. وقد بدأ الموفد الرئاسي الأمريكي إلى السودان الجنرال سكوت غراسيون الرجل الذي لا يرغب في الإذعان للرأي العام السير على الطريق الذي عرف زملاؤه السابقون أنه الصحيح، لكنهم كانوا قلقين جدا لأتباعه ويعتمد على مواجهة الرياح القوية المعاكسة في الحكومة الأمريكية والمجتمع المدني ومناشدة الكونغرس من أجل رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان. ولابد أن غرسيون ارتدى زيه الحديدي للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس، وفعل أيضا المحظور بمطالبته رفع السودان من قائمة دول الرعية للإرهاب التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وقال الجنرال في شهادته بأنه ليس هناك دليل يدعو لوضع السودان على القائمة ووصف الأمر بالقرار السياسي ولا علاقة له بأمن الولاياتالمتحدة القومي. وأكد أن وكالة الاستخبارات الأمريكية استشهدت بسجل السودان القوي في التعاون لمكافحة الإرهاب بأنه أنقذ حياة أمريكيين. وقد أدرك الجنرال الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في وطنه ولكنه ليس شخصا ساجذا أن العقوبات الأمريكية أضرت بمصالح واشنطن عن طريق معاقبة الشعب السوداني الذي تسعى للحصول على تأييده. وما تزال الخرطوم قادرة على فعل المزيد لتسهيل مهمة غراسيون في رفع العقوبات.