يلوح في الأفق وميض انفراج في العلاقات السودانية الأمريكية، سيما إذا استمر مبعوث الرئيس باراك أوباما الجنرال المتقاعد سكوت جريشن في منصبه. وتنظر الخرطوم بارتياح لمهمة الموفد الأمريكي وهو ماعبر عنه وزير الدولة للشؤون الخارجية السماني الوسيلة بقوله إنه يخلق جوا صحيا، وهو الأمر الذي من شأنه أن يقود الناس إلى الجلوس والحديث. وسواء استمر جريشن في منصبه أم غادره فإن ثمة تغييرا في منظور السياسة الأمريكية تجاه السودان، ولن يكون ظله بعيدا عن هذا الاتجاه الجديد، فالرجل يقف في خندق رفع العقوبات عن السودان، ورفع اسمه من القائمة الأمريكية للدول المساندة للإرهاب. ولأن أوباما يريد أن يكمل وعوده بالحوار والانفتاح فيبدو أن السودان يشكل الفرصة السانحة أمامه لتطبيق بعض ما يعتقده، فالكونجرس يلعب دور الضابط والمراقب لتحركات أوباما ومعالجته للسياسة الخارجية، فهناك كتلتان منقسمتان حول الخرطوم الأولى ضد الحوار والانفتاح والثانية مؤيدة للتطبيع. ويقول مسؤولون في واشنطن إن السياسة الجديدة لن تتعارض مع وعود الرئيس أثناء حملته الانتخابية، وسوف ينتج عنها عقوبات أقسى إذا لم تف الخرطوم بتعهداتها. أما في الخرطوم فهناك من يرى أن الوقت لم يحن بعد لرفع العقوبات، إذ دعا الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان أموم باقان الولاياتالمتحدة إلى عدم اتباع توصيات جريش حتى تفي الخرطوم بالتزاماتها، وتطبق نصوص اتفاقية السلام. ومن ناحية أخرى تلعب التصريحات المتناقضة من الإدارة الأمريكية دورا في ترميم هذه العلاقة فخلال زيارة أوباما إلى غانا الشهر الماضي، وصف ما يجري في دارفور بالإبادة الجماعية، فيما اعتبر مبعوثه أن زمن ما يسمى الإبادة الجماعية ولى. وتدعم وجهة نظر أوباما مندوبة أمريكا في الأمم المتحد سوزان رايس، كما أن وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ترى أن الوقت لم يحن بعد لرفع العقوبات عن السودان.