أصبح اختبار القدرات يشكل أزمة حقيقية للأسرة السعودية، ويهدد مستقبل خريجي الثانوية من الطلاب والطالبات في آن، فالطلاب من الجنسين لا ذنب لهم في سوقهم إلى هذا النفق، وتعليقهم في هذا المأزق الكبير، الذي خفض أهمية درجة الشهادة الثانوية إلى 60 في المائة من قيمتها، وإعطاء اختبار القدرات 40 في المائة تقريبا، حتى بات الترويج لنيل الشهادة الثانوية العامة السعودية واضحا في بعض الصحف الخليجية، لسهولة الحصول عليها، وانخفاض أهميتها، فالمقياس حاليا هو اختبار القدرات. والأشكالية هنا، أن بعض خريجي الثانوية العامة يتخرج بمعدلات تصل إلى ثمانية وتسعين بالمائة، ليطمح إلى كليات معينة، فيتفاجأ بعد اجتيازه اختبار القدرات بحصوله على درجات متدنية (50 في المائة مثلا) لينخفض معدله وفرص دخوله الجامعات، التي تحدد نسبا معينة للقبول، ليحدث بشكل مستمر ما حدث في جامعة الطائف أخيرا، وإن بدرجات مختلفة. المشكلة هنا أن القضية مركبة، فالطلاب وأسرهم ضحايا في هذه الحالة، فهم نتاج النظام التعليمي (المنهج + المعلم + الإدارة) فلم يأتوا بشهاداتهم من جزر القمر، لذلك يجب إلا نظلمهم مرتين، المرة الأولى، عندما اندفعنا في إنشاء كليات المعلمين، واستقدام مدرسين دون المستوى، ليخرجوا لنا معلمين دون الحد المقبول، والذين بدورهم نحصد اليوم مخرجاتهم، لتتوالى سلسلة الخسائر، فأكثر من سبعة آلاف معلم دع عنك الطلاب لم يجتازوا اختبار القدرات، ما يعني أن هناك مشكلة كبيرة. الآن، ما حدث حدث، ولكن نحن في مرحلة تخفيض حجم الخسائر، واستيعاب الشباب من الجنسين، وعدم تحطيمهم وظلمهم بنتائج اختبار القدرات، الذي يبدو أنه تم تصميمه لقياس نظام تعليمي آخر، بمعنى يجب أن يصار إلى بناء استراتيجية جديدة، تعتمد ثلاثة مسارات، أولا: التوسع في ابتعاث خريجي الثانوية العامة للحصول على مخرجات تعليمية أفضل، ثانيا إعادة النظر في عمل ومنهجية مراكز القياس واختبار القدرات، التي أصبحت أهم من شهادة الثانوية العامة، والأمر الثالث هو إعادة بناء النظام التعليمي السعودي على أسس مدروسة، بعد انكشاف واقعنا التعليمي بشكل غير مقبول، على واقع اختبار القدرات، الذي يتوقف عليه مستقبل الطلاب والطالبات، بل ويترتب عليه اقترابهم أو ابتعادهم من دائرة البطالة والفقر والانحراف. ما يحدث في هذا الملف ليس موضوعا دراسيا بحتا، بل تتوقف عليه أبعاد اجتماعية واقتصادية كبيرة، ما يعني أهمية الالتفات له ومعالجته وفق رؤية كلية وشاملة. ومما فاقم الأمر أيضا إضافة اختبار آخر إلى اختبار القدرات وهو الاختبار التحصيلي للكليات العلمية والصحية، لقياس التحصيل العلمي في بعض التخصصات، وكذلك اختصار وقت اختبار القدرات للطالبات بمرة واحدة، بينما يمنح الطلاب فرصة التقدم لاختبارين، ويبدو أن القائمين على المركز الوطني للقياس والتقويم يرون أن للذكر مثل حظ الأنثيين في اختبار القدرات. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 166 مسافة ثم الرسالة