إذا كان «لا هم إلا هم العرس» كما قيل قديما، فهذا الهم أصبح اليوم أكبر من أي وقت مضى، فمعظم الزيجات لا تتم إلا بعد أن تدخل صاحبها في نفق الديون والأقساط. حياة بعض المتزوجين الجدد انقلبت موازينها رأسا على عقب، ففي الوقت الذي من المفترض أن يكون الشاب أكمل نصف دينه بالزواج، بات الزواج وبالا على المتزوج، وهناك من يعيش حالا ماديا مترديا يؤثر على وضعه النفسي والاجتماعي وحياته الزوجية ككل. عائض محمد العسيري عريس جديد كلفه زواجه أكثر من 120 ألف ريال. يقول: «رغم أن المهر لم يتجاوز 40 ألف ريال إلا أن تكاليف الزواج وقصر الأفراح وأثاث البيت الجديد ضاعف المبلغ كثيرا»، ويضيف «اضطررت إلى شراء سيارة بالأقساط لكي أتزوج وها أنا أدفع ثمن ذلك على حساب سعادتي وراحتي التي كنت أبحث عنها قبل الزواج». أما محمد الشهري فيؤكد أنه ترك مهر القبيلة المقدر بعشرة آلاف ريال وتزوج بستين ألف ريال. يقول: «اتبعت استراتيجية سرية وأكملت المهمة ولما جاء يوم الزفاف استأجرت شقة وأرغمتني بقية الالتزامات بتسليم رقبتي لأحد البنوك وجاءت الأحداث بعد ذلك عاصفة، قصر الأفراح ب 30 ألف ريال والمجوهرات ب25 ألف والذبائح بكذا ..» وبقلب منفطر يعبر الشهري عن حالته بالقول: «الناس يهنئوني بالزواج وأنا قلبي مع هموم الأقساط». وهناك من الشباب من يؤخر زواجه لعدم قدرته على الوفاء بالتزاماته، وهو ما حدث مع عوض القحطاني. يقول: «تأخرت في الزواج بسبب غلاء المهور والشروط المسبقة ولما حان الموعد اشتريت أسهماً من شركة وسيارة بالأقساط، فكلفني زواجي ربع مليون ريال، واليوم لا شيء يشغلني سوى سداد الديون».ومن بين المتزوجين من «يمد رجله على قد لحافه» فعوض العمري سارت أموره بشكل طبيعي وساعده أبناء قبيلته على إتمام الزواج. يقول: «اتفق الجماعة على تحديد المهور عشرين ألف فقط وها أنا أقضي أيام شهر العسل في أبها كما قمت بزيارة إلى مكة والمدينة وأعيش الآن أحلى أيامي فالفلوس ليست أوراقا تقطف من الأشجار».