يقول الكاتب الأمريكي وندل هولمز: إن الإنسان إنما هو ثلاثة أشخاص في صورة واحدة... الإنسان كما خلقه الله، والإنسان كما يراه الناس، والإنسان كما يرى نفسه. فالإنسان كما خلقه الله مشترك مع جميع الناس في التكوين الجسدي والعقلي.. وهو كالبقية في الصفات التي يتسم بها جميع البشر باختلاف مقدارها من إنسان لآخر. وهنا نأتي لوجه الاختلاف وهو الإنسان كما يراه الناس والإنسان كما يرى نفسه.. منذ ولادة الإنسان تبدأ الحياة برسم معالم شخصيته وما يميزه من صفات عن غيره.. وباختلاف الظروف والبيئة التي عاشها ويعيشها كل إنسان تختلف معالمه عن الآخر. وهكذا تنطبع في ذهن كل إنسان صورة عن نفسه وعن صفاته وأيضا تنطبع صورة أخرى في أذهان الناس عن هذا الإنسان من خلال المشاهدة والمعاملة. وتأتي العقدة حين يقيم الإنسان أفعاله حسب الصورة التي في ذهنه وحين يقيم الناس أفعاله حسب تصورهم عنه، قد يتقارب هذا التقييم بصورة كبيرة مما يجعل هذا الإنسان راضيا عن نفسه بكونه مقربا ومقبولا وكون أفعاله موضع استحسان، وقد يكون هذا التقييم متباعدا بسبب البيئة والنشأة أو أيا كانت الأسباب حينها ما يراه الإنسان صوابا يكون أقرب للخطأ في نظر الآخرين، وليس للإنسان حيلة في هذا إذ أنه اعتقد أن ما فعله هو الصواب ولا يفهم لما يعتبره الآخرون ضربا من الخطأ، ومن جهة أخرى يراه الناس غير مقبول بأفعاله وتصرفاته... لذا فنحن نحتاج لمعيار سليم يصل بنا للحل الوسط ولا يوجد ما هو انسب من معيار الإيضاح والالتماس لفعل ذالك.. فعندما يشرح الإنسان نفسه ويبين معالمه من غير انتظار لمن يكتشف هويته، وحين يوضح أسبابه وأهدافه حينها قد يجد نقطة يلتقي فيها مع الآخرين، وعندما يلتمس الناس الأعذار ولا يأخذون الأمور بظواهرها دون تحر أو استفسار حينها قد يجدون هم أيضا نقطة الالتقاء... يختلف كل إنسان بلا استثناء عن الآخرين وأيا كان الاختلاف لابد من وجود نقطة يلتقي فيها الجميع. سارة الثمالي