جهاز الصراف الآلي الوحيد الذي تم تركيبه قبل خمس سنوات في أحد الشوارع الرئيسية في محافظة بدر الجنوب التي يزيد عدد سكانها عن 20 ألف نسمة، أصبح حكاية من حكايات الماضي، لا زال خارج نطاق الخدمة منذ تركيبه، وقتل فرحة سكان المحافظة والمراكز التابعة لها، مثل الخانق وهداده ويدمه والرحاب والمليحة، معلنا استمرار معاناة الأهالي في البحث عن صراف آلي عبر طرقات خطيرة تهدد حياة عابريها. جابر سالم محيريق مدير مدرسة مؤتة الثانوية وعبد الرحمن الشريف معلم في مدرسة ثانوية أكدا أن سعادة الأهالي كانت كبيرة عندما تم تركيب الصراف الآلي الوحيد في المحافظة لإنهاء معاناتهم مع نهاية كل شهر، إلا أنها سعادة لم تكتمل بسبب عدم تشغيله، الأمر الذي يعني استمرر معاناة الأهالي مع طرق الموت نهاية كل شهر للبحث عن صراف آلي بعيدا عن المحافظة وتحديدا في محافظة حبونا التي تبعد 140 كم ذهابا وإيابا. وأشارا إلى أن الطريق الذي يمر بعقبة «خيرة» مرورا بوادي «صيحان» المعروف بخطورته سجل الكثير من الحوادث المأساوية التي أزهقت أرواحا بريئة. وأوضحا أن ما يزيد المعاناة هو تعطل صرافات محافظة حبونا الأمر الذي يستدعي السفر إلى مدينة نجران (300 كم ذهابا وإيابا). المحيريق والشريف أوضحا أن كبار السن، المعاقين، الأرامل، والأيتام من مستفيدي الضمان الاجتماعي والمتقاعدين هم أكثر المتضررين من غياب أجهزة الصراف الآلي في محافظة بدر الجنوب ومراكزها لأن معظمهم لا يمتلكون وسائل النقل، ينتظرون على الطرقات بحثا عن من يوصلهم إلى محافظة حبونا أو مدينة نجران، يذهبون فجرا ويعودون مع غروب الشمس متكبدين معاناة الطريق، ولهيب الشمس الحارقة. محمد سالم آل سالم من سكان محافظة بدر الجنوب يقول: لماذا نحن محرومون من نظام التحويل السريع أو الاكتتاب أو سداد الفواتير والتي تتم عن طريق الصراف الآلي. أهالي بدر الجنوب طالبوا المسئولين في الجهات المعنية سرعة التوجيه بتركيب وتشغيل أجهزة الصراف الآلي في المحافظة وفتح فروع للبنوك لتنتهي معاناتهم مع الطرق الخطيرة التي زادت معدل الحوادث المأساوية التي ذهب ضحيتها الكثير من الأنفس البريئة.